على بعد أيام من قمة المناخ الكوب 22 التي ستحتضنها مراكش، في 7 نونبر، دقت منظمة الأغذية والزراعة الفاو، التابعة للأم، خطر آثار التغيرات المناخية، على سوء التغذية وانتشار الفقر، في أفق 2050. ورصد تقرير حمل عنوان "حالة الأغذية والزراعة.. تغير المناخ والزراعة والأمن الغذائي"، عوامل الفقر وانعدام الأمن الغذائي، في المستقبل بسبب التغير المناخي، مشيرا الى أنه " في ظل التقدم الاقتصادي المستمر فإنه من المتوقع أن تشهد معظم الأقاليم تراجعا في عدد السكان المعرضين لخطر الجوع، بحلول 2050، لكن مع تغير المناخ، يمكن أن يزداد عدد السكان، الذين يعيشون، في دوامة الفقر الى ما يتراوح بين 35 و122 مليون"، ويعزى ذلك الى الأثار السلبية على مداخيل القطاع الزراعي. التقرير يشير على الخصوص الى أن أعلى مستويات الفقر ستسجل في جنوب الصحراء الكبرى، بسبب اعتماد السكان أكثر على الزراعة. و يعتبر المغرب ضمن الدول الأكثر تأثرا بالتصحر، فمع مناخه القاحل وشبه القاحل، الذي يغطي 93 في المائة من ترابه، فإنه مثل معظم الدول الإفريقية معرض لتأثير التغيرات المناخية. حسب المندوبية السامية للمياه والغابات، فإن 8.7 مليون هكتار من المساحات الزراعية الصالحة، تبقى مهددة بعوامل التعرية، أي 500 طن من التربة، تعادل مساحة الأطلس المتوسط، وأكثر من 5000 طن في الريف. و لمواجهة آثار تغير المناخ، قال ميشال جورج هاك، ممثل الفاو في المغرب، خلال نوة صحافية أمس بتقديم تقرير الفاو، إن المنظمة تباشر عدة برامج بالتعاون مع الشركاء المغاربة، منها برامج للحفاظ على الواحات. تأثير التغيرات المناخية على الزراعة، والأمن الغذائي ستكون خطيرة، حسب تقرير الفاو،ففي سنة 2050 سيرتفع الطلب العالمي على الغذاء ب60 في المائة مقارنة مع 2006، وذلك بسبب ارتفاع عدد السكان، من 7 الى 9 مليار نسمة، وارتفاع التمدن. كا أن التغيرات المناخبية ستهدد الأمن الغذائي في أبعاده المختلفة، وسيعرض الفقراء في الأوساط الحضرية والقروية لخطر ارتفاع الأسعار، وعدم استقرارها، وسيؤدي الى تراجع الانتاج لغذائي، وتراجع تربية الماشية وصيد السمك. كما أنه في أفق 2050، سيعاني حوالي 50 مليون نسمة من سوء التغذية بسبب التغيرات المناخية. المنظمة ترى أن أحد الحلول لمواجهة هذه التحديات، تكمن في تكييف القطاع الزراعي مع التغيرات المناخية، ولهذا دعت الى الوفاء بالاتزامات الدولية في هذا المجال والتي تم اقرارها في اتفاق باريس حول تغير المناخ سنة 2015، ودعت الى اعتبار محطة كوب22 في مراكش مناسبة لجعل الالتزامات في مجال الزارعة كأولية. يقول ميشال جورج هاك، ممثل الفاو في المغرب، إن المجتمع الدولي، يجب أن يتحرك الان ضد التغيرات المناخية، لإعطاء الأهمية ليس فقط لقطاع الزارعة، إنما لقطاعات الغابات والصيد، من خلال تبني ممارسات مدروسة حسب تغيرات البيئة. حسب هاك، فإن الفلاحة كانت دائما هي الرابط بين الموارد الطبيعية والنشاط البشري، واليوم تعد هي الورقة الرابحة، لمواجهة التحديين الكبيرين: القضاء على الفقر، والحفاظ على التوازن المناخي الهش الضروري للبشرية.