لم يكن يخطر ببال المسافرين عبر رحلة جوية عادية على متن طائرة "ريان إير" التي تربط بين الرباط و باريس وتستغرق عادة ساعتين ونصف ، أنهم لن يصلوا وِجهتهم إلا بعد مرور حوالي أربع وعشرين ساعة. الطائرة أقلعت يوم السبت الماضي من مطار الرباط قرابة منتصف النهار، وبعد تحليقها في الاجواء وبلوغها المجال الجوي الإسباني ،طلب طاقمها الهبوط إضطراريا بمطار مدريد نظرا لاشتداد مرض أحد الركاب ،لِتنزل الطائرة و يتم السماح للطاقم الطبي بإسعاف المريض ونقله إلى المستشفى. وبعد ذلك أقلعت الطائرة من جديد لتستمر في رحلتها في اتجاه مطار "بوفي " شمال العاصمة الفرنسية باريس، غير أن وصولها المتأخر إلى وِجهتها وفي الليل كان سببا لرفض نزولها نظرا لكون القوانين تسمح فقط بهبوط عدد محدود من الرحلات في ذلك التوقيت من الليل ، لِيُطلبَ من قائد الطائرة تغيير وِجهته للنزول في مطار "نانت أطلنتيك" البعيد عن باريس بحوالي 400 كلم. إستجاب القائد لتعليمات برج المراقبة فحلّق حتى "نانت" ليهبط هناك ، غير أن عددا كبيرا من الركاب ال170 الذين كانت تقلِّهم الطائرة رفض الهبوط منها كشكل إحتجاجي على التأخير و طول الرحلة وبسبب خوفهم أيضا من تَركِهم يتدبرون لوحدهم أمر ومصاريف وصولهم إلى وِجهتهم النهائية. الغضب الشديد للركاب فتح المجال للمشاحنات والمشادات مع الطاقم ، فعمّ الصراخ وسادت الفوضى داخل الطائرة ، وضعٌ إستغله بعض الركاب للإستيلاء وبدون مقابل على المأكولات التي تُباع في الطائرة إضافة إلى المنتوجات الأخرى كالعطور وقناني المشروبات الكحولية والسجائر كسلوك إنتقامي على التأخير. ونتيجة لهذا السلوك أبلغ قائد الطائرة الشرطة التي حضرت إلى عين المكان ، ليستَتِبّ الهدوء بعد ذلك وبعد مفاوضات شاقة أحضرت شركة "ريان إير " حافلات لنقل المسافرين إلى باريس عبر البر ،كان ذلك حوالي الساعة السادسة صباحا ، لينتهي كابوس هذه الرحلة الطويلة التي استغرقت ضعف توقيتها العادي حوالي تسع مرات. أحد الركاب قال من خلال إتصال باليوم 24 أن الإرهاق الناتج التأخير وطول المدة التي قضاها الركاب داخل الطائرة بدون أكل أو شرب خاصة وأن أثمنة المأكولات في الجو تكون مرتفعة جدا،ثم عدم إخبارهم بشكل جيد بتفاصيل الرحلة ، كلها عوامل أججت غضب المسافرين ليقوم بعضهم ب"الثأر" بتلك الطريقة المشينة.