وجدت هيلاري كلينتون نفسها وسط صعوبات الاثنين اثر كشف اصابتها بالتهاب رئوي ما يمنح منافسها دونالد ترامب فرصة التشكيك في قدراتها على شغل منصب الرئاسة قبل شهرين من الانتخابات. وسارع ترامب الى الاعلان انه سيصدر الاسبوع الحالي نشرة عن اوضاعه الصحية في خطوة متاخرة من الشفافية في امور لا يكون فيها المرشحون الى الرئاسة على هذا القدر من التكتم بشكل عام. لكن ترامب كان يفضل مهاجمة منافسته في مسالة تلحق بها اضرارا على الصعيد السياسي بسبب وصفها نصف الناخبين المؤيدين له بانهم "مجموعة يرثى لها". واضافت انهم "عنصريون، ومنحازون ضد المرأة وضد المثليين ويكرهون الاجانب والاسلام". وقال ترامب في بالتيمور "بينما تعيش هيلاري كلينتون حياتها وراء جدران عالية بحماية حراسها الشخصيين، فانها تسخر من الاميركيين وتحتقر الذين يعملون بجد ويسعون فقط للحصول على بعض الامن الذي يتمتع به سياسيونا". واعلن فريق المرشحة الديموقراطية الذي يواجه انتقادات من جميع الاتجاهات ان وثائق طبية جديدة عن كلينتون ستصدر اعتبارا من هذا الاسبوع. وقال المتحدث براين فالون ان الوثائق تثبت ان كلينتون لا تعاني من اي مشاكل طبية اخرى باستثناء الالتهاب الرئوي مشيرا الى انها ستستأنف حملتها في منتصف او نهاية الاسبوع. وتهدف هذه الوثائق الى الرد على التلميحات الصادرة عن المعسكر المحافظ حول الوضع الصحي لكلينتون. وقد اتهمها ترامب مرارا في الاشهر الاخيرة بانها من دون حيوية. وقال في مقابلة مع قناة فوكس نيوز "هناك شيء ما يحدث". ومرد الانتقادات لكلينتون التي ستبلغ 69 عاما في 26 تشرين الاول/اكتوبر ليس الالتهاب الرئوي بل السرية حول تشخيصه. فاثناء احياء ذكرى ضحايا اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 صباح الاحد، شعرت كلينتون باعياء بسبب الحرارة والاجتفاف، وغادرت المكان فجاة. وفي شريط فيديو نشر على تويتر بدت كلينتون مترنحة فيما كانت تنتظر دخول عربة سوداء لمغادرة مكان احياء الذكرى. وبدت كأنها تعثرت فيما كانت تدخل العربة بمساعدة افراد من فريقها اسندوها من الجانبين. وكانت المرة الاخيرة التي شوهدت فيها علنا. واحتاج فريقها الى ساعات عدة ليقرر ان طبيبة كلينتون كانت شخصت الجمعة انها مصابة بالتهاب رئوي. وقال فالون لشبكة سي ان بي سي "كان يمكننا القيام بادارة افضل للوضع واعطاء مزيد من المعلومات بسرعة اكبر". وفالون نفسه اصابه المرض كما عدد من العاملين في مقر الحملة الانتخابية في بروكلين. وبرر ما حدث قائلا "انها شخص يتحرك بواسطة حدسه الى الامام دائما، وكان حدسها هكذا الجمعة بعد ان علمت بانها مصابة بالتهاب رئوي". واشار الى ان ترامب رفض نشر الاعلان عن ضرائبه، بعكسها. لكن التردد حول اعلان التشخيص احيا الشكوك ازاء الاميركية الاولى السابقة التي تحمي خصوصياتها بقوة. وتساءل ديفيد اكسلرود، اليد اليمنى سابقا لباراك أوباما على تويتر ان "الالتهاب الرئوي، يتم التعامل معه من خلال مضادات حيوية. لكن كيف يمكن علاج ميول غير صحية لاعتماد السرية التي تخلق مشاكل لا داعي لها مرارا وتكرارا"؟. وعواقب هذا المرض على مواصلة الحملة الانتخابية تبقى رهنا بهيئة المرشح بعد عودته الى الظهور. لكن هذا لا يمنع وسائل الاعلام والخبراء من التكهن بشأن الكيفية التي يمكن فيها للديموقراطيين تغيير مرشحهم اذا قررت كلينتون التخلي عن ذلك. ويلمح بعض الجمهوريين الى انها مريضة. والشائعات المنتشرة نتيجة السعال المتكرر لكلينتون تلمح الى انه مرض الحساسية. لكن الديموقراطيين سعوا الى قطع هذا الطريق على خصومهم. وقال جوش ارنست المتحدث باسم الرئيس باراك اوباما ان اعياء كلينتون "لا يغير بتاتا رأيه (اوباما) بانها افضل شخص في البلاد لخلافته". بدروه حاول نائب الرئيس جو بايدن الطمأنة الى صحة المرشحة الديموقراطية، وقال "سبق لي وان اصبت بالتهاب رئوي. يكفي تناول مضادات حيوية والخلود للراحة" كي يشفى المرء. وكانت كلينتون نشرت تقريرا طبيا في تموز/يوليو 2015 يؤكد انها تتناول ادوية مضادة للحساسية الموسمية وتخثر الدم كما انها تعاني من نشاط مفرط لغدتها الدراقية. يذكر ان وزيرة الخارجية السابقة اصيبت العامين 1998 و2009 بارتجاج في الدماغ ادى الى تخثر الدم في الراس العام 2012. وتسبب ذلك بازدواج في الرؤية لديها لمدة شهرين. وقال زوجها بيل انها احتاجت الى ستة اشهر لتتعافى كليا. من جهته، نشر طبيب ترامب هارولد بورنستين في كانون الاول/ديسمبر 2015 رسالة قصيرة مكتوبة على عجل، بصياغة غامضة مفادها ان صحة المرشح "ممتازة"