يبدو أن الإجراءات التي أقدمت عليها سلطات الاحتلال بمليلية المحتلة، والمتمثلة بالأساس في إضافة شفرات حادة على طول السياج الذي يفصل المدينةالمحتلة عن باقي التراب المغربي أتت أكلها فبعد سلسلة من الهجمات التي قادها المهاجرون المنحدرون من دول جنوب الصحراء باقتحام السياج، انطلاقا من غابة «غوروغو» التي يتحصنون فيها، دفعتهم هذه الإجراءات الجديدة إلى تغيير إستراتيجيتهم لاقتحام للمدينة. حيث تمكنت مفوضية أمن الحدود بالإشراف الشخصي لعميدها لخضر كيطوني من إلقاء القبض على 10 مهاجرين ينحدرون من ماليوساحل العاج، في حدود الساعة الثالثة من صباح أمس الجمعة، الموقوفون حاولوا اقتحام بوابة مليلية عن طريق معبر بني أنصار بواسطة 5 دراجات نارية وسيارة بدون وثائق. مصادر من مدينة بني أنصار كشفت ل «أخبار اليوم»، أن المهاجرين وهم 6 ماليين و3 من ساحل العاج (الكوديفوار) حاولوا تنفيذ عملية الاقتحام بالسير بسرعة جنونية، في محاولة لصدم البوابة وولوج المدينةالمحتلة بالقوة، غير أن الإجراءات الأمنية التي بات يفرضها الأمن المغربي بعد تكرار مثل هذه العملية، حالت دون تمكنهم من تنفيذها، وأسفرت العملية بالإضافة إلى حجز الدراجات النارية من نوع «سكوتر»، وسيارة «ميغان»، إلى اعتقال سائق السيارة الذي يحمل الجنسية المغربية، الذي حاول تهجير مهاجرين. هذه العملية تأتي بعد أسبوعين من تنفيذ 4 مهاجرين لعملية اقتحام ناجحة على مستوى معبر «فرخانة»، وقبلها وقعت العديد من العمليات المشابهة سواء باستعمال سيارات مزورة، أو بدون وثائق، أو بواسطة الدراجات النارية. مصدر حقوقي رفض الكشف عن هويته، أبرز أن شبكات التهجير ببني أنصار المتاخمة لمليلية المحتلة عادت لتنشط بقوة، مع تشديد الخناق على مستوى السياج، إذ يضطر المهاجرون إلى الاستعانة بخدمات هذه الشبكات بدفع مبالغ مالية مقابل أن توفر لهم العربات والمركبات والدراجات النارية المزورة التي ينفذون بها عمليات الاقتحام، أو الاتفاق مع عناصر تنشط في المجال، مقابل تهريبها عبر الحدود بمبالغ مالية تصل في بعض الأحيان إلى 20 ألف درهم لكل عنصر.