فضيحة فرنسية كبيرة وصلت شظاياها إلى الرجل الثاني في سفارة المغرب في باريس، المتهم بمشاركة الميلياردير سيرج داسو مخططا يستهدف خصومه هل تورطت الديبلوماسية المغربية مع سيرج داسو، مالك شركة التصنيع الفرنسية الشهيرة التي تنتج طائرات «رافال»، في ملف يتهم فيه بمحاولة التخلص من بعض معارضيه في بلدة «كوربي- إيسون» (حوالي 30 كلم جنوب شرق باريس)، التي كان عمدة لها مابين 1995 و2009؟ هذا ما توحي به صحيفة لوموند في عددها أمس، بعد أن نشرت مقالا موسعا تكشف فيه أن رياض رمزي، المستشار بالسفارة المغربية في باريس، الذي وصفته الصحيفة بالرجل الثاني في البعثة الدبلوماسية المغربية، طمأن سيرج داسوا خلال مِأدبة غداء جمعتهما في يوم الخميس 14 فبراير 2013، بأن السلطات المغربية ستتكلف بأمر من «يزعجون» تاجر السلاح الفرنسي الشهير. وتأتي هذه التطورات بينما ينتظر أن يحسم مكتب «مجلس الشيوخ» اليوم الأربعاء في طلب رفع الحصانة عن سيرج داسو للاستماع إليه في الاشتباه في تورطه في تقديم رشاوى للناخبين. وحسب صحيفة لوموند، فقد كشف جون بيير بيتشر- وهو عمدة «كوربي-إيسون» وأحد أهم المقربين من داسو- لأحد مساعديه بخصوص ما يفترض أن رمزي قد قاله في تلك المؤدبة. ويوضح أن الديبلوماسي المغربي قال: «سنتكلف بالأمر.. لا تقلق سيد داسو»، ثم أضاف بيتشر في إشارة إلى أولئك المزعجين «أحس أنه لما سيصلون إلى المغرب سيتفاجؤون بالاستقبال الذي سيخصص لهم عند نزولهم من الطائرة». وقد تقدم «فتاح حو»، وهو مهاجر مغربي، بشكوى في نهاية الأسبوع الماضي إلى الأمن الفرنسي يتهم فيها داسو بأنه اتفق مع الديبولماسي المغربي بان يتم «توقيفه من طرف الشرطة المغربية واعتقاله بشكل تعسفي» لما يقوم بزيارة إلى المغرب، حسب ماري دوسي، محامية فتاح. ويستند هذا المهاجر، الذي سبق له أن تعرض لمحاولة اغتيال خمسة أيام بعد تلك المؤدبة، إلى تسجيلات هاتفية توجد الآن بين يدي القضاة الذين يحققون في هذا الملف الشائك الذي يتبادل فيه كل الأطراف التهم. ويقول فتاح حو، إنه مستهدف لأنه أراد أن يفضح الطريقة التي كان يشتري بها داسو الأصوات في «كوربي-إيسون». بينما يتهم داسو فتاح وشخصين آخرين على الأقل بمحاولة ابتزازه. وقد حاولت «اليوم24» الاتصال برياض رمزي لأخذ وجهة نظره، إلا أن هاتف السفارة المغربية ظل يرن دون رد. ولكنه الديبلوماسي المغربي قال في تصريح ل «إذاعة فرنسا» إن «سيرج داسو لم يطلب منه أي شيء» قبل أن يضيف «لم يكن هناك أي شيء بخصوص سكان كوربي..وفي كل الأحوال، فلا يمكنني القيام بأي شيء.. فهذا لا يدخل ضمن مهامي».