تداعيات وفاة الطفلة فاطمة في مستشفى الحسيمة مازالت مستمرة، فبعد قرار وزير الصحة استبعاد المندوب الإقليمي للوزارة في المدينة وفتح تحقيق في وفاة فاطمة قرر أطباء مدينة الحسيمة خوض إضراب مفتوح. السبب في الإعلان عن هذا الإضراب هو حسب الدكتور الشاكيبي وهو دكتور في مستشفى الحسيمة "أننا نرفض أن نكون أكباش فداء لوفاة الطفلة فاطمة٫ ونحن توقفنا عن العمل حتى يتم فتح تحقيق فإذا ثبت بأننا قمنا بإهمال حالة فاطمة فنحن نستحق العقاب٫ وإذا ظهر العكس فإننا نطالب بإعادة الاعتبار للطاقم الطبي" الدكتور الشاكيبي استنكر ما أسماه "الحملة الإعلامية الشرسة ضد أطباء مستشفى الحسيمة واتهامهم بالإهمال"، وقال بأن على الجميع الحضور لمعرفة الظروف التي يشتغل فيها الأطباء حيث أن "المستشفى يفتقد إلى وسائل الاشتغال ولا نتوفر على الوسائل الكافية والإمكانيات في المستشفى جد ضعيفة كما أن المستشفى منذ 2007 والأشغال متوقفة فيه ومع ذلك لا أحد يتحرك أو يتكلم"، كما يطالب الأطباء بإعادة المندوب الإقليمي الذي تم استبعاده "لأن هذا المنطق أصبح قديما والوزارة أخذت بمثال طاحت الصمعة علقوا الحجام". كما تحدث الدكتور الشاكيبي عن حالة الطفلة فاطمة وقال بأن "وضعيتها كانت مستعصية وحتى مستشفى الدارالبيضاء لم يستطع أن يساعدها لأنها كانت في حاجة إلى عملية لزرع النخاع في فرنسا ومستشفى البيضاء بعثها حتى تموت عندنا في مستشفى الحسيمة"، الدكتور الشاكيبي قال بأن الأطباء "اشتغلوا مع الطفلة فاطمة لمدة أربعة اشهر على الرغم من أن حالتها كانت مستعصية ولكن قدمنا لها كل ما يمكن". وفاة الطفلة فاطمة خلقت حالة من التشنج بين الأطباء والجمعيات المدنية في مدينة الحسيمة، حيث يتهم الأطباء بعض الجمعيات بالرغبة في الركوب على هذه القضية من أجل مصالحهم الشخصية بينما تطالب عدد من الجمعيات الحقوقية بفتح تحقيق لمعرفة ماذا حدث، وهو ما أكده فكري بن علي عضو التنسيقية العامة لمنتدى حقوق الإنسان بشمال المغرب الذي قال بأن مطلب الجمعيات المدنية "هو فتح تحقيق لمعرفة أسباب وفاة فاطمة وعن الوضع الصحي في المدينة كما دعونا إلى التهدئة مع الأطباء"، فكري قال بأنه في حالة عدم فتح تحقيق في هذه القضية فإن الجمعيات ستتوجه إلى البرلمانيين من أجل المطالبة بلجنة تقصي حقائق حول الوضع الصحفي في مدينة الحسيمة".