أوقفت فرقة الشرطة القضائية بمنطقة أمن بنجرير، أمس الخميس، ستة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 24 و34 سنة، وذلك للاشتباه في تورطهم في قضية تتعلق بالابتزاز والتهديد بنشر شريط فيديو يوثق لواقعة اغتصاب تعرضت لها فتاة قاصر سنة 2015. وأفاد بلاغ للمديرية العامة للامن الوطني، اليوم الجمعة، أن أطوار هذه الواقعة تعود إلى قيام الضحية القاصر بإضرام النار عمدا في نفسها بتاريخ 29 يوليوز 2016، الأمر الذي تسبب في وفاتها بعد تعرضها لحروق من الدرجة الثالثة، في وقت مكنت الأبحاث والتحريات التي باشرتها مصالح الأمن من كشف تعرض الهالكة قيد حياتها للابتزاز من قبل المشتبه فيهم، والذين عملوا على تهديدها بنشر شريط فيديو يوثق لتعرضها للاغتصاب. وأضاف المصدر ذاته الى أنه تم وضع المشتبه فيهم تحت الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة، في وقت لازالت الأبحاث والخبرات التقنية جارية لتحديد ظروف وملابسات هذه الواقعة. والدة الضحية أكدت، حسب ما أكدنا في خبر سابق، بأنها تقدمت، أمس الخميس، بشكاية إلى الوكيل العام للملك لدى استئنافية مراكش، مطالبة بفتح تحقيق في مصرع ابنتها، التي أوضحت بأنها سبق أن تعرضت، في أواخر السنة الفارطة، لاغتصاب جماعي في قرية "انزالت لعظم"،13 كلم شمالي مدينة ابن جرير، من طرف ثمانية شبان اقتادوها إلى منزل أحدهم واعتدوا عليها جنسيا وجسديا بواسطة أسلحة بيضاء، وصور بعضهم فيديوهات لعملية الاغتصاب الجماعي بواسطة هواتفهم النقالة، مضيفة، في تصريح أدلت به ل"اليوم 24′′، بأن الضحية، التي كانت تدافع عن نفسها بسبب عجزها عن تأمين الأتعاب المادية لمحام يؤازرها في قضيتها، ظلت تصر أمام الدرك الملكي وقاضي التحقيق بأن واقعة الاعتداء الجنسي الجماعي عليها كانت مقرونة بظرف تشديد يتعلق بتصويرها في أوضاع خليعة وهي تتعرض للاغتصاب الجماعي، مطالبة بإجراء معاينة لهواتف بعض المتهمين وتفريغ هذه الفيديوهات وتحمليها في قرص مدمج وتقديمها للنيّابة العامة كأدلة تدين مغتصبيها، غير أنها استطردت بأن مطالب الضحية لم تتم الاستجابة لها، وسرعان ما تحولت الفيديوهات التي كان مفترضا أن تكون قرائن في مواجهة المتهمين إلى وسائل للابتزاز والانتقام ضد الضحية نفسها. وأوضحت بأن بعض المتهمين، وما إن انتهت الفترة التي قضوها خلال الحراسة النظرية وعلى ذمة التحقيق، حتى عمدوا إلى الاتصال بابنتها، التي قالت بأنها حاولت الخروج من أزمتها النفسية والجسدية، منتقلة للسكن في غرفة اكترتها بحي إفريقيا الشعبي بمدينة ابن جرير، وهددوها بنشر الفيديوهات انتقاما منها وابتزازا من أجل الرضوخ لنزواتهم الجنسية. التهديدات سرعان ما تمت ترجمتها إلى أفعال، فقد أكد بعض جيران الضحية، من سكان حي إفريقيا بابن جرير، الذين اتصل بهم الموقع، بأن أحد الفيديوهات الخليعة تم تداوله على نطاق واسع بالمدينة يوثق لمشاهد الاغتصاب الجماعي الذي تعرضت له خديجة، التي قالوا بأنها دخلت في حالة اكتئاب حاد، وحاولت أكثر من مرّة للانتحار.