تنعقد، بعد يوم غد الأربعاء، الجلسة الرابعة، من محاكمة سائح دانماركي، يُدعى "نيلسون دينيس فام بوفي"، تتابعه ابتدائية مراكش، في حالة اعتقال، بجنحتي "التغرير بقاصرين يقل سنهما عن 18 سنة بدون عنف، وهتك عرض قاصر آخر، يقل سنه عن 18 سنة بدون عنف"، وفقا للعقوبتين النصوص عليهما في الفصلين 475 و484 من القانون الجنائي. وكلفت المحكمة، خلال الجلسة الأخيرة المنعقدة، الأربعاء المنصرم، النيّابة العامة، للمرّة الثالثة، على التوالي، بإحضار الطفلين الضحيتين للمتهم، الذي تمّ ضبطه من طرف دورية لشرطة الخيّالة، بمكان معزول بفضاء غابة الشباب الكائنة بوسط المدينة، مساء يوم الثلاثاء 10 ماي الفارط، في حالة "تلبس"، وهو يعتدي جنسيا على القاصرين. وأوقفت دورية شرطة الخيّالة المتهم برفقة القاصرين، وتمّت إحالتهم على الدائرة الأمنية الأولى، التي أحالتهم بدورها على فرقة الأخلاق العامة، التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن مراكش، التي تكلفت بإنجاز البحث التمهيدي، الذي كشف عن معطيات مثيرة، قبل أن يتم وضع السائح الدانماكي رهن الحراسة النظرية. ويتم تقديمه، بعد يومين من توقيفه، أمام وكيل الملك بابتدائية المدينة، الذي استنطقه، ثم وجّه ملتمسا لقاضي التحقيق بالمحكمة نفسها، عبد الكبير البارودي، لإجراء تحقيق في مواجهة المتهم، المزداد في سنة 1970 بمدينة كالوندبورغ بالدانمارك. وتقرر متابعته في حالة اعتقال، وهو ما أيده قاضي التحقيق، الذي حرّر أمرا مكتوبا بإيداعه سجن "بوملهارز"، قبل أن ينهي أبحاثه، بتاريخ 17 يونيو المنصرم، خالصا إلى أن التحقيق أظهر أدلة كافية على ارتكاب المتهم للجنحتين المتابع بهما من طرف النيّابة العامة، وآمرا بإحالته، في حالة اعتقال، على المحاكمة. وكشفت أولى المعطيات المثيرة، التي خرج بها التحقيق، عن الوضع الاجتماعي والعائلي المزري للطفلين الضحيتين، اللذين يقطنان بدوار "لهبيشات"، بطريق أوريكا بضواحي مراكش، ان القاصر الأصغر، صرح بأنه ينحدر من أسره فقيرة تتكون من والديه وثلاث أشقاء. وأوضح، ان أمه ت"شتغل عاملة في المنازل، أما والده فقال بأنه يوجد حاليا رهن الاعتقال بسبب إدانته في ملف يتعلق بالاتجار في المخدرات، بينما تتكلف جدته برعايته رفقه أشقائه". وأضاف، ان مساره الدراسي، "توقف عند حدود المستوى الثاني ابتدائي، بسبب الظروف المادية المتردية لعائلته، وقرّر التردد على ساحة جامع الفنا من أجل التسول والحصول من السيّاح الأجانب على بعض الدراهم من أجل سد حاجياته اليومية، برفقه صديقه الذي يكبره بأربع سنوات". وصرح الضحية الثاني، بدوره أمام الضابطة القضائية، بأن وضعيته الاجتماعية، ليست أفضل حالا، من صديقه، حيث انقطع عن الدراسة عند مستوى السابعة إعدادي. وأشار، إلى أن والده يشتغل عامل نظافة بالبلدية، بينما تتكلف والدته بإدارة شؤون المنزل، بدوار الهبيشات. السائح المتحرش كشفت التحقيقات الأمنية، بأنه "يعمل مترجما ولازال أعزب رغم بلوغه 46 سنة من العمر"، وسبق أن زار مدينة طنجة، في سنة 1996، والتي أقام بها لعدة أسابيع، قبل أن يقرّر، مرة أخرى، قضاء إجازته السنوية في المغرب، واختار بذلك، هذه المرة مدينة مراكش، التي حل بمطارها الدولي "المنارة"، بتاريخ السادس من شهر ماي الفارط. وكان يقيم بأحد الفنادق بحي سيدي ميمون العتيق، غير بعيد عن ساحة جامع الفنا، مصرحا للمحققين بأنه كان يقوم فيها بجولات يومية بدون أن يستعين بخدمات أي مرشد سياحي، موضحا بأن "مجموعة من المتسولين، ومن بينهم أطفال، كانوا يعترضون طريقه طلبا للصدقة، غير أنه قال للمحققين، بأنه كان يرفض مساعدتهم، لافتا إلى أنه سبق أن طلب من القاصرين، اللذين تم ضبطهما معه في غابة الشباب، أن يدلاه على حديقة الكتبية مقابل تسليمهما عشرة دراهم،فوافقا على عرضه". ورافقاه، إلى إحدى الحدائق التي قال بأنه تأكد بعد ذلك بأنها، لم تكن الوجهة التي يرغب في زيارتها، مضيفا بأنه التقى، في اليوم الموالي، بالقاصرين، اللذين عرضا عليه أن يدلاه على حديقة الكتبية، فرافقهما في طريقهما، إلى أن فوجئ بهما يلوذان بالفرار من الحديقة، التي أوقفته بها المصالح الأمنية. رواية السائح الدانماركي، تفندها تصريحات الطفلين، اللذين أكدا بأنهما كانا يصادفانه بساحة جامع الفنا، و تحرشا بهما، على امتداد ثلاثة أيام متواصلة، موضحين بأنه كان يقوم بحركات يراودهم فيها من أجل ممارسة الجنس معه، دون أن يعيراه أي اهتمام، قبل أن يلتقيا معه في الساحة نفسها، مجددا، حوالي الساعة الواحدة والنصف من زوال 10 ماي المنصرم، ويتقدم منه القاصر الأصغر طالبا منه بعض الدراهم على سبيل الصدقة، وهو ما وافق عليه مشترطا عليه مرافقته إلى غابة الشباب على مستوى شارع اليرموك، وهناك عرض عليهما ممارسة الجنس عليه مقابل خمسين درهما، حيث قام برسم دائرة على الأرض وأدخل فيها أصبعه الأوسط، ثم طلب من أكبرهما سنا الابتعاد قليلا والاكتفاء بالمراقبة. وأحيل المتهم على التحقيق، إذ تمّت مواجهته بصور لقاصرين مغاربة يتضمنها هاتفه النقال، والتي قال بأنه قد يكون التقطها بمدينة طنجة خلال زيارته الأولى للمغرب.