بعد أن ضربت جدار الصمت المطبق، منذ احتدام الجدل بخصوص النفايات الإيطالية بالمغرب، خرجت الحكومة الإيطالية، عبر وزيرها للبيئة، بتصريحات رسمية مقتضبة، تكشف فيها توضيحها إزاء موضوع أزالها بالمغرب. وبذلك، خرج جان لوكا غاليتي، وزير البيئة الايطالي، في أول تصريح له، حول الموضوع، يؤكد أنه تحدث حول هذا الموضوع مع حكيمة الحيطي، وزيرة البيئة، في الحكومة المغربية. المسؤول الإيطالي، قال أنه أجرى، يوم أول امس الثلاثاء، إتصالا هاتفيا، مع المسؤولة المغربية، حكيمة الحيطي، بخصوص ملف نقل النفايات الإيطالية، الذي أثار ضجة كبيرة في المغرب، وتطرقا إلى مواضيع تتلعق بالتغيرات المناخية والسياسة البيئية الدولية، وكذلك عن قمة المناخ التي يستعد المغرب لاحتضانها قريبا. وبخصوص ملف النفايات، التي غادرت بلده في اتجاه المغرب، نفى المسؤول الإيطالي في تصريحات صحفية، نقلتها وسائل إعلام محلية مهتمة بالبيئة، أن تكون وزارته قد أبرمت مع وزارة البيئة المغربية أية إتفاقية تقضي بالتخلص من النفايات ونقلها إلى المغرب. وقال في تصريحاته الرسمية :"لا توجد أية إتفاقية بين وزارة البيئة الإيطالية ونظيرتها المغربية،للمعالجة او للتخلص من النفايات التي توجد فوق التراب الإيطالي..ونقلها إلى المغرب"،يقول الوزير الإيطالي. وأضاف :"الأخبار التي تحدثت عن توقيع إتفاق يقضي بنقل النفايات الإيطالية إلى المغرب على هامش حضور الوزيرة المغربية لذكرى 30 لتأسيس وزارة البيئة الإيطالية يوم 6 يونيو الماضي .. لا أساس لها من الصحة". من جانب آخر نفى جان لوكا غاليتي، أن يكون مصدر النفايات التي وصلت المغرب في الآونة الاخيرة، من جهة كامبانيا، بل الأمر يتعلق، حسب الوزير الإيطالي، بنفايات قادمة من مدينة "بيسكارا" بجهة "أبروتسو". ويُفهم من كلام غاليتي، أن شحنة النفايات التي نقلتها سفينة تحمل علما هولنديا للمغرب، ليس مصدرها من منطقة "تافيرنا ديل ري"، التي تحتضن ملايين الأطنان من النفايات المشكوك في مصدرها والتي تثير مخاوف كثيرة، حتى في إيطاليا نفسها، لأنها قد تحتوي مواد سامة تتسبب في مشاكل كثيرة للبيئة والإنسان، بالنظر إلى أن التخلص منها تم بطريق ملتوية وغير شفافة من طرف عصابات المافيا. المسؤول ذاته، أضاف أن النفايات التي وصلت ميناء الجرف الأصفر بالمغرب، وحسب التحريات التي قامت بها وزارته ،عبارة عن "نقل دولي لنفايات غير خطيرة، نقل دولي يتوفر على التراخيص اللازمة لتخطي الحدود..". ورغم إجابة الوزير الإيطالي، عن بعض من الأسئلة حول ملف النفايات، إلا أن هناك تساؤلات أخرى تظل معلقة، وهناك لبس كبير يحيط بها، ولعل مثول الوزير امام البرلمان الايطالي، اليوم الخميس، امام البرلمان للجواب على إستفسار النائب البرلماني من أصل مغربي خالد شوقي،حول الموضوع، قد يبدد الشكوك.