هم سياسيون ومشاهير عُرفوا لدى المغاربة كوزراء ومسؤولين، أو قياديين في أحزابهم، أو فنانين، أو حقوقيين.. لكن ما لا يعرفه الكثيرون عنهم، هو نقطة البداية في حياتهم، والمهن التي امتهنوها في بداية الطريق.. في حلقة، اليوم الإثنين، من سلسلة "مهنهم الأولى"، ينشرها "اليوم24′′، كل يومين، نتقرب أكثر من حياة النائبة البرلمانية عن حزب الاتحاد الدستوري، بشرى برجال. لفتت برجال الأنظار إليها بتدخلاتها ذات اللغة الشاعرية، والتي تضفي جوا مغايرا على جلسات البرلمان، واستطاعت أن تشد الأنظار بطريقتها في إيصال رسائلها بحرصها على انتقاء كلماتها من قاموس أدبي يضفي نكهة خاصا على الجلسات التي تتناول فيها الكلمة. ولدت برجال في مدينة أصيلة، والداها كانا أستاذين في القطاع العام، قبل أن يغير والدها مساره ليمارس المحاماة متنقلا بين مدن عديدة، حيث تابعت برجال دراستها في مدن مغربية مختلفة كطنجة، الناظور، تازة، القنيطرة. هذا التنقل خلف تأثيرا كبيرا على حياة البرلمانية :"لم أكن استطيع التأقلم بسهولة، وكان لهذا التنقل تأثير على معارفي وصداقاتي"، تقول المتحدثة في تصريحها ل"اليوم 24″ قبل أن تستدرك :"لكن في نفس الوقت كان يمكنني من التوفر على أصدقاء في مدن متعددة، وكذا التعرف على الفرق بين تقاليد والعادات المختلفة لكل منطقة، الأمر الذي شكل غنى استفدت منه في حياتي في ما بعد". مارست البرلمانية في طفولتها هوايات متنوعة بتنوع المدن التي قضت فيها طفولتها، إذ مارست العزف على البيانو في قنيطرة، ومارست السباحة والكاراتي والرقص الكلاسيكي في مدينة تازة. ودرست فترة التعليم الثانوي في مدينة الناظور، شعبة علوم تجريبية رغم "تفوقها" في المواد الأدبية، إلا أنها لم تنجح في الحصول على الشهادة "بسبب تراكم عدة عوامل وظروف خاصة"، لتختار دراسة إدارة المقاولات في مدرسة خاصة بالبيضاء وتحصل على ديبلوم في هذا المجال بعد سنتين، بالموازاة مع حصولها على باكالوريا حرة في شعبة الآداب. الحصول على الباكالوريا شعبة آداب غير مسار برجال، حيث ولجت كلية القانون في بادئ الأمر، وتمضي فيها سنة دون أن تجتاز الامتحانات ل"ظروف خاصة"، ثم كلية الآداب، التي لم تجتز امتحاناتها أيضا، قبل أن تعود إلى كلية الحقوق وتنال إجازتها في الحقوق. اشتغلت القيادية في حزب "الاتحاد الدستوري"، في المحاماة منذ أواسط التسعينات، إلى غاية ولوجها للمؤسسة التشريعية سنة 2011، بدخولها للقبة التشريعية لفتت برجال الانتباه بمداخلاتها ذات اللغة الفصيحة :"ما هو متداول من الخطاب السياسي أمر سهل في متناول الجميع، لكن بالنسبة لي إذا تناولت الكلمة باللغة العربية هو رسالة، بالإضافة لمضمون السؤال". هذه الرسالة حسب برجال هي ""إعادة الاعتبار للغة العربية الفصحى، وإثبات أنها سهلة التداول، وكذا التوضيح للرأي العام أنه خلافا لما يعتقد البعض، فالبرلمان مجال يضم كفاءات بين جدرانيه، وأن العمل السياسي بصفة عامة هو عمل جاد بخلاف من يعتقد أن هناك محاباة ومجاملات وكل من هب ودب يدخل إليه". وحول منتقدي طريقتها هذه، تقول برجال :"هناك من يقول أنها لا معنى لها، بالنسبة لي عنده معاني كثيرة…معاني تربوية الى جانب معان تهذيبية، أحاول تقديم الأفضل، و لن أغير طريقتي التي تعبر عني وأؤمن أنني أوصل بها رسالة بغض النظر عن المحتوى". وتتحفظ برجال عن ذكر عمرها الحقيقي، إلا أنها تقول :"إنه بعمر ما حققته من الاحلام، وما أنجزته لفائدة بلدي وأهل بلدي… وبالتالي فعمري 17 سنة".