عاش مع القرآن منذ صغره، ولم يمنعه ضعف بصره من استثمار صوته، الذي حباه الله في تلاوة القرآن، ويمتع أسماع المصلين في مسجد الأندلس بحي الرياض بالرباط، كما لو أوتي مزمارا من مزامير داوود، يقول احد المواظبين للصلاة خلفه. إنه المقرئ المغربي أحمد الخالدي، أحد أشهر القراء المغاربة، الذي أصبحت شهرته عالمية بعد فوزه بعدد من المسابقات الدولية في تجويد القرآن وترتيله. ولد أحمد الخالدي عام 1984، وكان يعاني ضعف البصر، إلا أن ذلك لم يمنعه من تعلم القراءة عبر طريقة "برايل" في مدينة آسفي، قبل أن يطلب من والده التفرغ لحفظ القرآن الكريم في سن 18، ليبدأ بذلك رحلته مع كتاب الله. يؤكد الخالدي في لقاء مع موقع "اليوم 24" أن والده اعترض في البداية على تفرغه لحفظ القرآن، ودعاه إلى استكمال دراسته، والحصول على شهادة عليا تمكنه من ولوج سلك الوظيفة العمومية، وتأمين مستقبله، إلا أن الفتى كان له رأي آخر، فأقنع والده بالتفرغ للقرآن بتدخل من أحد الشيوخ في مدينة آسفي، حيث كان يقطن. وبخصوص المقرئين الكبار الذين تأثر بهم في صغره، يقول أحمد الخالدي إنه كان يحرص على الاستماع إلى الشيوخ عبد الباسط عبد الصمد، وعبد الرحمان بنموسى، ومحمد رفعت، الذي يعتبره مثله الأعلى. اتقان أحمد الخالدي لقواعد التجويد وصوته العذب مكناه من الحصول على عدد من الجوائز الوطنية والدولية في تجويد القرآن، كانت أهمها جائزة محمد السادس الدولية، وجائزة القناة الثانية في تجويد القرآن، قبل أن يحصل على جائزة القارئ العالمي في البحرين. في هذا الفيديو نتعرف أكثر على مسار أحمد الخالدي مع القرآن الكريم ضمن برنامج "نجوم المقرئين".