لم تخل جلسة المساءلة الشهرية لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران من احتجاجات لبعض المستشارين، والذين لم يستتسيغوا حديث رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران عن كون بعض أبناء البادية "بانضية" ظلموا إخوانهم بعد وصولهم إلى مسؤوليات. وقال بنكيران في حديثه أمام المستشارين، اليوم الثلاثاء، إن "الحنو" على ساكنة البادية في المغرب لا يستدعي بالضرورة أن يكون المسؤول منحدرا من البادية "يمكن نكون أنا ولد المدينة وممكن تكون فيا المحنة على ساكنة البادية اكثر من ولد البادية"، وفق تعبير رئيس الحكومة الذي حذر في هذا السياق من الاستغلال الانتخابي للبادية. وأوضح "تم استغلال ساكنة القرى في الانتخابات منذ الاستقلال الى اليوم، في اتجاه معين، لكن آن الأوان لاحترام الساكنة ومحاسبة الاشخاص الذين يتحملون المسؤولية مع هذه الفئة، شحال من بانضي من البادية طحن البادية ومالين البادية، ممكن تكون فيا المحنة انا ولد المدينة على البادية". وشدد رئيس الحكومة على أن التعاطف أمر ضروري في التعامل مع ساكنة القرى،"الطبيب أو الاستاذ أو المسؤول اذا ما تعاطفش مع الناس فالبادية ما كاين والو". كما انتقد بنكيران ما اعتبره "تقديم صورة سوداوية عن الأحوال في البادية"، مشددا على أن " هذا ليس دور السياسيين"، في إشارة إلى تدخلات بعض المستشارين الذين رسموا صورة قاتمة عن أوضاع البادية في المغرب. إلى ذلك، عرفت الجلسة احتجاجات من لدن مجموعة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والذين لم يستسيغوا حديث بنكيران عن "البانضية"، حيث وصف عبد الحق حيسان المستشار عن المجموعة الحكومة ب"حكومة البانضية"، مؤكدا على أن "البادية تخرج المناضلين الشرفاء". رد بنكيران على هذا الكلام كان بالتعبير عن استغرابه لرد فعل المستشارين مؤكدا أنه لم يكن يقصدهم، موجها في هذا السياق رسالة إلى الموظفين والمسؤولين الذين يكونون في علاقة مباشرة مع ساكنة البادية داعيا إياهم الى "اتقاء الله في اخوتهم، ويوصلو ليهم دكشي اللي كتعطيهم الدولة"، وفق تعبير المتحدث الذي توجه في الوقت ذاته إلى الأطباء والأساتذة بالقول "ارحموا ضعف اخوانكم، فلا يمكن أن يكون شرطي فوق راس كل موظف". وفي السياق ذاته، أكد بنكيران لساكنة القرى على أن "الحكومة ستحرص على مصلحتهم وايصال المنافع لهم على قدر المستطاع"، وفق تعبير رئيس الحكومة.