اطلقت روسيا الاثنين سراح الشابتين في فرقة بوسي رايوت لموسيقى البانك والذي اثار سجنهما لنحو سنتين بسبب اغنية معارضة للرئيس فلاديمير بوتين سخطا واسعا. وبعد اطلاق سراح ماريا اليوخينا من سجنها في مدينة نيجني نوفغورود بموجب عفو مدعوم من الكرملين, اطلق سراح زميلتها في الفرقة ناديجدا تولوكونيكوفا من سجنها في سيبيريا. ويأتي الافراج عنهما بعد ثلاثة ايام من صدور عفو مفاجئ اثار الصدمة عن رجل الاعمال المعارض للكرملين ميخائيل خودوركوفسكي والافراج عنه, في خطوة اعتبرها كثيرون مسعى من بوتين لتحسين صورة روسيا قبيل الالعاب الاولمبية الشتوية 2014 التي تستضيفها سوتشي في فبراير. وكتب بيوتر فيرزيلوف زوج ناديجدا "ناديا حرة" لدى خروج زوجته من سجنها في مستشفى في مدينة كراسنويارسك السيبيرية بموجب عفو مدعوم من الكرملين بعد اطلاق سراح اليوخينا في وقت سابق اليوم. وفي مؤشر على عدم خسارتها روحها القتالية خلال فترة سجنها استخدمت اليوخينا مقابلتها الاولى بعد اطلاق سراحها لانتقاد قرار العفو ووصفته بانه محض دعاية وقالت انها كانت تفضل البقاء في السجن. وقالت لقناة دوجد التلفزيونية "لا اعتقد انه عفو, بل انتهاك" مضيفة ان ذلك يطبق على اقلية صغيرة جدا من المدانين. واوضحت "لا اعتقد ان العفو خطوة انسانية, بل لعبة علاقات عامة" . واكدت "لو كان لي خيار الرفض (للعفو) لفعلت ذلك". وترافق اطلاق سراح اليوخينا بتدابير امنية مشابهة لاطلاق سراح خودوركوفسكي الذي لم يره احد حتى وصوله مطار برلين بعد ظهر الجمعة. وبعد تسلمها اوراقها, قامت ادارة السجن على ما يبدو باخراج اليوخينا على وجه السرعة دون التحدث لوسائل الاعلام. وقالت يلينا نيكيشوفا المتحدثة باسم السجن في نيجني نوفغورود "اليوم حوالى الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي استعادت حريتها". وقالت لوكالة فرانس برس "لا اعرف خططها المقبلة". وقالت محامية اليوخينا, ايرينا خرونوفا ان ادارة السجن اخرجت على ما يبدو الشابة البالغة من العمر 25 عاما من السجن لتجنب ضجة اعلامية قرب جدران السجن. وظهرت اليوخينا في وقت لاحق في مكتب لجنة مكافحة التعذيب المحلية واجرت اتصالاتها الهاتفية الاولى. وقالت موظفة الاستقبال لدى اللجنة غير الحكومية "نعم هي هنا, انها تتحدث الى نشطاء مدافعين عن حقوق الانسان". ولم تتسن للصحافيين الذين كانوا ينتظرون اليوخينا قرب سجنها في نيجني نوفغورود, الفرصة للتحدث اليها لدى اخراجها السريع من السجن. وقال خرونوفا "لم يسلموها لمحاميتها, ربما لتجنب ضجيج اعلامي". ودينت المغنيتان وزميلتهما الناشطة يكاتيرينا ساموتسيفيش بتهمة الشغب المدفوع بالكراهية الدينية بعد اداء "صلاة بانك" في كاتدرائية المسيح المخلص في موسكو في فبراير 2012. وجاءت الاغنية قبيل اعادة انتخاب بوتين رئيسا في مارس 2012 وعبرت عن الاحتجاج لتأييد الكنيسة الارثوذكسية لرجل روسيا القوي في الحملة الانتخابية. واعتقلت الشابات الثلاث في 2012 وحكم على ساموتسيفيتش مع وقف التنفيذ واخلي سبيلها لاحقا لكن تم ارسال تولوكونيكوفا واليوخينا الى سجنين بعيدين لتنفيذ عقوبة بالسجن لعامين. واليوخينا وتولوكونيكوفا اللتان تنتهي عقوبتهما مطلع مارس المقبل, منحتا عفوا الاسبوع الماضي بعد موافقة البرلمان على مذكرة مدعومة من الكرملين. وقالت ساموتسيفيتش لتلفزيون دوجد "انا سعيدة لانها خرجت, لكني لا اعرف لما افرج عنها بهذه الطريقة الغامضة, ربما لتواجد حشد من الصحافة". واضافت "اذا كانت ترغب في المشاركة في انشطة الدفاع عن حقوق الانسان سيكون ذلك امر عظيم, لكن المهم انها بخير وبصحة جيدة". وبعد الافراج عن اليوخينا كتب فيرزيلوف على تويتر "تحدثت للتو مع ماشا (اليوخينا) هاتفيا! اخيرا انها حرة بالكامل". وادى سجنهما الى تحولهما من مغنيتي بانك بالكاد معروفتين الى نجمتين تمثلان قمع المعارضة المدنية تحت حكم بوتين. ونالت الفرقة دعما من شخصيات مثل مادونا ويوكو اونو ورمز الديمقراطية في بورما اونغ سان سو تشي. واستقطبت القضية المجتمع الروسي حيث شهدت جلسات المحاكمة عراكا بين ارثوذكس محافظين وانصار بوسي رايوت ونظموا تظاهرات خاصة بهم. والشابتان والدتان لاطفال. والعفو الذي منحه الكرملين يستند لتهمة الشغب لاطلاق سراحهما.