قضى البطل العالمي المغربي في رياضة الكيك بوكسينغ، بدر هاري، يومه الاثنين، زهاء خمس ساعات في الطابق تحت أرضي للمحكمة الابتدائية بمراكش، المخصص للأشخاص الموضوعين رهن الحراسة النظرية، ينتظر تقديمه أمام وكيل الملك لدى الابتدائية نفسها، في حالة اعتقال، على خلفية مذكرة بحث وطنية صادرة حقه للاشتباه في قيامه ب"الاعتداء على نادل بالملهى الليلي "ساوْ"، التابع لفندق "سوفيتيل" بالحي الشتوي الراقي بالمدينة الحمراء"، قبل أن تقرّر النيابة العامة، إثر استنطاقه والاستماع إلى المشتكي، إخلاء سبيله، في حدود الساعة الواحدة والنصف زوالا، والاكتفاء بمتابعته في حالة سراح بتهمة "الضرب والجرح"، بعد أدائه لكفالة مالية قدرها 5000 درهم، وإحالته على أول جلسات محاكمته، التي ستنعقد غدا الثلاثاء أمام المحكمة نفسها. هاري، الذي جرى توقيفه، ليلة السبت الأحد، مباشرة بعد حلوله بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء، وتم ترحيله، خلال الليلة نفسها، إلى مقر ولاية أمن مراكش، مثل في جلسة استنطاقه أمام أحد نواب وكيل الملك، مؤازرا بمحام من هيئة مراكش، كما كان مؤازرا، خارج مكتب ممثل الحق العام، بشقيقه الأصغر وخطيبته وصديقه هشام الدميعي، اللاعب الدولي السابق والمدرب السابق لنادي الكوكب المراكشي، الذين دخلوا في مفاوضات شاقة وطويلة مع المشتكي، محاولين إقناعه بالتراجع عن الاستمرار في متابعة هاري وتحرير تنازل مكتوب للإدلاء به أمام النيّابة العامة للإسراع بإخلاء سبيله، وهو ما رفضه المشتكي مصرّا على متابعة الرياضي المثير للجدل. مصدر مطلع على القضية، أكد ل"اليوم 24″ بأن محاولات "الصلح" الفاشلة التي قام بها شقيق وأصدقاء هاري مع المشتكي،هي التي أخرت إطلاق سراحه، قبل أن يتقرّر، في نهاية الأمر، إخلاء سبيله المشروط بأداء كفالة. وأضاف المصدر نفسه بأن النادل "يحيى الزكروم" أعاد رواية حادث الاعتداء عليه من طرف هاري، خلال الاستماع إليه من طرف النيّابة العامة، متهما المصارع العالمي بالاعتداء عليه وتعنيفه أثناء ممارسته لعمله بالعلبة الليلية المذكورة، موضحا بأنه التزم بنصيحة رئيسه في العمل، الذي قال بأنه طلب منه الحيطة والحذر وهو يلبي طلبات هاري بسبب سلوكه العدواني، قبل أن ينهال عليه هذا الأخير بصفعتين أفقدتاه توازنه، مضيفا بأن هاري استمر في الاعتداء عليه، دون أن يقوى حرّاس الأمن الخاص بالملهى على حمايته، ومذكّرا بأنه سبق له أن أدلى للشرطة القضائية بشهادة طبية تحدد مدة العجز الذي تعرّض له في 20 يوما. حادث ملهى "ساوْ" لم يكن الوحيد الذي تورط هاري في ضربه، فغير بعيد عن المكان، وبالملهي الليلي "التياترو"، التابع لفندق "السعدي"، سبق له أن دخل في صراع مع أحد الزبناء، بسبب قيام المصارع العالمي، الذي كان برفقة رونالدو، خلال إحدى زياراته لمراكش، بالطابق العلوي للعلبة الليلية المخصص للزبناء المرموقين، بتوجيه ضوء مؤشر ليزر(مصباح يدوي صغير بالليزر) باتجاه فتاة كانت بالطابق الأرضي، داعيا إياها إلى الالتحاق بالمائدة التي يتحلق حولها مع شلته، وهو ما اعتبره صديقها، المنحدر من منطقة الريف، إهانة له وتحرشا بصديقته، قبل أن يقذف المصارع المثير للجدل بقدح لم يصبه، ولكنه تكسر غير بعيد عنه. هاري لم يقف مكتوف الأيدي، فقد استشاط غضبا ونزل متوجها للزبون ينوي الاعتداء عليه، غير أن حراس الأمن الخاص بالملهى تدخلوا و حالوا بينهما، قبل أن يعمدوا إلى إخراج الفتاة وصديقها الريفي من باب خلفي، في وقت لم تتدخل فيه المصالح الأمنية لإعمال القانون. وسبق للمصارع، المشهور بضرباته القاضية، أن وجه لكمة ل"ديدجى" بالملهى الليلي نفسه أسقطته أرضا، بعد أن شك في تحرشه بفتاة كانت برفقتهما. كما سبق لإحدى سهراته الصاخبة بمراكش أن انتهت بنزاع مع سائحين بريطانيين حول أسبقية ركن السيارات أمام فندق "سوفيتيل"، قبل أن تتدخل الشرطة و تُواجَه برفض مطلق للمصارع العالمي للانتقال إلى مقر الدائرة الأمنية الأولى على متن سيارة الشرطة، متوعدا رجال الأمن بإجراءات تأديبية، ومتوجها إليهم بعبارة "والله ترّبيكمْ". وبعد أخذ ورد واستنفار الأجهزة الأمنية لعناصرها وتأكد هاري من أن انتقاله للدائرة الأمنية على متن سيارة الشرطة أمر لا مناص منه، امتثل للتعليمات وتم اقتياده رفقة السائحين الأجنبيين إلى مخفر الشرطة، قبل أن يحرك المصارع هواتفه في الشفق الأبيض من الليل، وتنزل التعليمات على المسؤولين الأمنيين بضرورة إخلاء سبيله، دون أن تتم إحالته على النيّابة العامة بتهمتي إحداث الفوضى في الشارع العام وإهانة موظفين عموميين أثناء أدائهم لمهامهم.