بعد المقابلة الصحافية التي أجراها مع صحيفة "إلباييس"، الخميس الماضي، والتي كشف فيها عن الخريطة الجديدة للجهاديين المغاربة بسورياوالعراق، عاد عبدالحق الخيام، رئيس المكتب المركزي للأبحاث القضائية، في حوار جديد مع صحيفة "آ ب س" الإسبانية، ليميط اللثام عن مصدر ومنافذ دخول الأسلحة التي تم العثور عليها لدى مختلف الخلايا الجهادية التي تم تفكيكها مؤخرا بالمغرب، إذ أشار إلى أن مدينتي سبتة ومليلية تحولتا إلى "مشكل كبير" للمملكة، نظرا إلى أنهما يعتبران "معبرا" مرور للأسلحة التي تأتي في الغالب من بلجيكا (كمصدر للأسلحة) عبر فرنسا وإسبانيا. كما أوضح، أيضا، أن "الحوار يبقى مفتوحا" مع الجهاديين العائدين الموقوفين بعد إحالتهم على أنظار القضاء وإيداعهم السجن بعقوبات حبسية تترواح ما بين 5 و15 عاما، مشيرا إلى أن هناك من العائدين من راجع أفكاره وتم العفو عنه، وأن منهم من انخرط في بعض الأحزاب السياسية. كما اتهم الخيام الجزائر بعدم التعاون لمحاربة الإرهاب، مؤكدا أن الحدود مع الجزائر تحولت إلى معبر للتسلل الجهاديين للمملكة. هذا، وقال الخيام: "نحن واعون بالوضع في المدينتين، لذلك كثفنا المراقبة في المناطق القريبة من سبتة ومليلية، لأنهما يشكلان مشكلا كبيرا بالنسبة إلينا وإلى إسبانيا"، مضيفا أنه تم مؤخرا "بتعاون مع أصدقائنا الإسبان تفكيك أربع خلايا جهادية لديها علاقة بمدينتي سبتة ومليلية". موضحا بالقول: "لدينا أيضا، معلومة أخرى مهمة وهي أن جل الأسلحة التي تم حجزها لدى الخلايا الجهادية تأتي إما من الجزائر، أو للأسف من سبتة ومليلية أيضا"، قبل أن يستدرك تجنبا لإحراج الإسبان قائلا: "لا نقول بأن المدينتين هما مصدرا الأسلحة، بل يشكلان فقط جسرا، إذ إن مصدرها بلجيكي، والتي تُنقل إلى المغرب عبر فرنسا إلى المدينتين المحتلتين"، وبذلك تجنب الخيام ذكر إسبانيا بالاسم. وعلى الرغم من الإحراج الذي يمكن أن تتسبب فيه تصريحات الخيام للبلجيكيين والفرنسيين والإسبان، إلا أن هناك تقريرا لمركز الاستخبارات والاستشارات الأمنية الإسبانية، مؤرخ في 26 أبريل الماضي، أكد خطورة تحول بعض موانئ الجنوب الإسباني وسبتة ومليلية إلى "طريق رئيسية" لعشرات الجهاديين القادمين من أوروبا الشرقية والوسطى – بعضهم من أصول مغاربية – والراغبين في الالتحاق بصفوف داعش في ليبيا أو سوريا عبر الشمال المغربي. تجدر الإشارة إلى أن الخيام أكد في حواره مع "إلباييس" أن عدد المغاربة الذين التحقوا بمختلف الجماعات الجهادية في العراقوسوريا وصل إلى حدود هذا الشهر 1579 جهاديا، 499 منهم لقوا حتفهم هناك؛ في المقابل عاد نحو 190 جهاديا إلى المغرب.