ألقى المفكر التونسي عبد المجيد الشرفي مساء أمس بمقر أكاديمية المملكة المغربية بالرباط، محاضرة حول موضوع "الحداثة الغربية والظاهرة الدينية". وقام المحاضر بالدفاع عن فكرة مفادها ضرورة الأخد بقيم الحداثة الغربية، لكونها نتاح لكل الحضارات السابقة بما فيها الحضارة الاسلامية. المفكر التونسي قدّم عددا من الأمثلة، حاول من خلالها البرهنة على ان بعض القيم التي أتت بها الحداثة الغربية، تجد جذورها ايضا في الحضارة الاسلامية. "إذا اخذنا مسألة الصلاة وإمامة المرأة، فعندما تخاطب مغربيا او تونسيا او مصريا عاديا، يقول لك لا يجوز للمرأة أن تؤم الرجال، لان بين المذاهب اختلاف حول امامتها للنساء، بينما هناك قيمة جديدة نشأت مع الحداثة الغربية وهي قيمة المساواة بين الرجال والنساء". قيمة غربية عاد الشرفي ليكشف وجودها في التاريخ الاسلامي، "فالحداثة تتجاوز ما هو موجود في الماضي لكنها لا تأتي دائما بالجديد كل الجدة، في هذه المسألة بالذات لو عدنا الى بن عربي لرأينا أنه يدافع عن إمامة المرأة مطلقا، وهذا الموقف كان أقليا وشاذا، لكنه موجود، يقول ابن عربي "فمن الناس من أجاز امامة المرأة على الاطلاق بالرجال والنساء وبه أقول… والأصل إجازة إمامتها فمن ادعى منع ذلك من غير دليل فلا يسمع له ولا نص للمانع الى ذلك". الشرفي شرب مثالا آخر بالمساواة في الارث، حيث قال إنها غير مطروحة في العديد من المجتمعات الاسلامية باعتبارها مخالفة للنصوص، "ورغم ذلك فالممارسة بما فيها المجتمعات التي لا يثار فيها هذا المشكل، هناك رجال ونساء يورثون ابناءهم وبناتهم على قدم المساوة لانهم تبنوا هذه القيمة الجديدة". المفكر الترنسي خبص الى أن المسألة ليست في قبول او رفض الحداثة، "بل أزعم أننا اذا اردنا ان ننخرط في التاريخ، مفروض علينا أن نتبنى هذه القيم بدون احتراز، لأنها وإن نشأت في الغرب فانها صالحة لكل المجتمعات البشرية، وتمثل أفقا يسعى الى تحقيقه الناس متى كانوا واعين بأنها جديرة بأن تطبق على ارض الواقع".