بعد تفكيك الأجهزة الأمنية المغربية لخلية "الناظور – مليلية"، يوم الجمعة الماضي، وربما بتنسيق مع الاستخبارات الإسبانية، كشف تحقيق، لصحيفة، "آ ب س" الإسبانية، نقلا عن مصادر استخباراتية أوربية وإسبانية، نشر، يوم أمس الاثنين، ارتفاع حجم التهديدات الإرهابية في الشمال المغربي، خصوصا من قبل التنظيم الإرهابي داعش، إذ أشار التقرير إلى أن حوالي 200 مقاتل داعشيا مغربيا تمكنوا من العودة من سوريا والعراق إلى المملكة بعد الحصول على موافقة البغدادي. في هذا الصدد، أورد التحقيق أن التهديد، الذي يقلق الأجهزة الأمنية الإسبانية أكثر، يوجد خارج حدودها، بالضبط في الشمال المغربي، أي مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، وباقي المدن المغربية المجاورة لهما، مشيرا إلى أن "بؤرة القلق الرئيس- حسب تقارير استخباراتية- تتجسد في 200 مقاتل عادوا إلى المغرب بعد أن كانوا في سوريا والعراق يخضعون لأوامر داعش". التحقيق أكد، أيضا، أن استقرار المغرب هو الضامن الأساس لاستقرار إسبانيا، إذإشار إلى أنه "بالنسبة إلى إسبانيا، استراتيجيا ستكون متضررة أكثر من "لااستقرار" المغرب منه من بعض الهجمات الإرهابية مثل تلك، التي هزت باريس وبروكسيل"، حسب مسؤول أمني إسباني سامي. الخبير في الشؤون الإفريقية، المساوي عجلاوي، أكد أن إشارة التحقيق الإسباني إلى 200 عائد رقم عاد، في ظل حديث الجهات الرسمية المغربية عن 168 عائدا داعشيا إلى أرض الوطن، مضيفا أن التهديدات تبقى واردة، ولكن المشكل ليس في الرقم بل في الظاهرة، إذ يجب على الدولة أن تعمل على إدماج هؤلاء، وليس اللجوء إلى متابعتهم. كما أشار إلى أن إسبانيا تعبتر المغرب حليفا استراتيجيا مهما جدا لمحاربة الإرهاب، وهو التحالف الذي ترجمه موقف إسبانيا الداعم للمغرب كليا في معركته الأخيرة في مجلس الأمن.