لم تكن عائلة يونس السليماني، التي تقطن بمدينة سلا تتوقع أن يعود ابنها الذي يشتغل في إسبانيا لأزيد من 14 سنة جثة هامدة، بعد أن عمد شرطي إسباني إلى توجيه خمس رصاصات له على مستوى الرأس صباح أمس الاثنين فأرداه قتيلا. و بحسب مصادر أمنية، فإن الحادث وقع بعد اصطدام سيارة رجل الأمن الاسباني البالغ من العمر 31 سنة ، بالسيارة التي كان يقودها المواطن المغربي ، مما أثار غضب الشرطي، الذي صوب سلاحه نحو المواطن المغربي وأطلق عياراته النارية بشكل متتالي، قبل أن يسلم الروح لبارئها. الخبر كان صاعقا بالنسبة لعائلة يونس السليماني، التي كانت تنتظر عودته لأرض الوطن، قبل أن تخبر بمقتله على يد شرطي إسباني، ويترك زوجة وطفلين وراءه في إسبانيا بدون معيل. وعاين موقع اليوم 24 توافد العشرات من المواطنين مساء أمس الاثنين على منزل "الحاج السليماني" بسلا لتقديم واجب العزاء، الذي لم يخلو من استنكار، لهذا الفعل الشنيع الذي اعتبروه عنصريا، وانتهاكا سافرا للحق في الحياة. يونس السليماني وطالبت عائشة الصوابني، والدة يونس السليماني، بأخذ حق ابنها، مبرزة أن لا أحد من المسؤولين المغاربة اتصل بهم باستثناء زوجته التي تلقت الخبر من الشرطة الإسبانية، قبل تختم كلمتها بعبارة "الله ياخذ الحق في اللي قتلوا ولدي". بدوره، وصف عبد الرحمان السليماني، والد يونس السليماني، قتل ابنه بالعمل العنصري داعيا الحكومة إلى التدخل واسترجاع حقه. وطالبت فاطمة السليماني، أخت المتوفى الحكومة المغربية بالتدخل لدى المسؤولين الإسبان واسترجاع حق أخيها، مستنكرة التجاهل الرسمي لقضيته. وقالت السليماني، "لو كان الأمر يتعلق بأجنبي قتل في المغرب لقامت القيامة، ولكن لأن الأمر يتعلق بمغربي مسلم، فإنه لا أحد كلف نفسه الاتصال بهم"، داعية الحكومة إلى التدخل العاجل.