بعد الجدل الذي أثاره شريط فيديو محمد عبادي، الأمين العام لجماعة العدل والإحسان، الذي اعتبر الخلافة أم الفرائض، والسعي إلى إقامتها واجب، وأنه لا يجوز للمسلمين البقاء لأزيد من ثلاثة أيام بدون خليفة، خرج عبادي عن صمته ليصف الذين هاجموه بالمغرضين، متهما إياهم بشن هجمة مسعورة عليه وعلى الجماعة. ووجه عبادي نداءه للذين هاجموه قائلا"إنا وإياكم أبناء وطن واحد، وأبناء آدم، وإن لم يجمعنا الإسلام فالأخوة الإسلامية تجمعنا تعالوا لنتواصل ولنتحاور بهدوء وبالتي هي أحسن، لنتفق على ما يجمعنا فما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، فإننا لا نريد لهذا البلد إلا الخير، فنحن نحمل رسالة رحمة إلى أنفسنا وإلى غيرنا، ونحن جماعة نتوب إلى الله وندعو الناس أن يتوبوا معنا إلى الله عز وجل، كفى من إلصاق التهم وسوء النيات". وأوضح العبادي أن الجماعة منذ تأسيسها وهي رافعة لواء عدم العنف والدعوة إلى الرفق، ولن نتخلى عن هذا الشعار مهما أودينا ومهما قيل فينا، نريد أن نكون رحمة، وأن يضع بعضنا يده في يد بعض، من أجل أن تسترجع هذه الأمة عزتها"، يقول عبادي. وقال العبادي أن رواية عمر بن الخطاب التي استدل بها، رواية تاريخية قد تصح وقد لا تصح، وأن القصد من الاستدلال بها كان لتبيان مدى حرص الصحابة على وحدة الأمة، وليس الدعوة إلى قطع الرؤوس، متهما مهاجميه بالوقوف عند ويل للمصلين. https://m.youtube.com/watch?v=4ljZyeJ30PU وأشار عبادي إلى أن الأمة منقسمة إلى فرق حول موضوع الخلافة، فهناك من ينتظر أن تنزل من السماء عند خروج المهدي المنتظر كالشيعة، وهناك من رأى ضرورة إقامتها الآن كداعش، التي أحدثت فتنة في الأمة، وهناك من يئس منها ورضي بالعيش في ظل هذا الواقع الممزق. العبادي، أوضح أن جماعة العدل والإحسان لا تريد أن تقيم دولة الخلافة في المغرب، فالخلافة لا يمكن أن تكون إلا في جميع بلاد المسلمين، ولا يمكن أن تأتي من فوق، مضيفا أن مشروع الخلافة ينبغي أن يشتغل عليه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، وهو ما يعني أنه بيننا وبين الخلافة مسافة طويلة. وشدد عبادي على أن الأولويات في المغرب هي تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية وإنكار الظلم والفساد، مضيفا أنه إذا غاب العدل عن المجتمع فانتظر الساعة، داعيا إلى الالتقاء على مطالب الحرية والكرامة والعدل، وقال إن الخلافة تأتي عبر المحبة بين المؤمنين وليس العنف. وتابع عبادي"الخلافة آتية لا ريب فيها، ونحن لا نحرص على المصطلح، بل نحرص على العدل، لأن هذا المصطلح استخدمته بعض الدول لاكتساب الشرعية فقط كما هو الشأن بالنسبة للدولة الأموية، التي سمت الملك خلافة، "لذلك لا نقترح شكلا خاصا للخلافة، ما يهمنا هو العدل والشورى والحرية وفصل السلط وحقوق الإنسان، فالمسلمون أكثر من مليار ولا يسمع لكلامهم في المحافل الدولية، وقدراتهم المادية يستغلها الآخرون".