تصوير: منير عبد الرزاق في جو عمّ فيه الغضب والاستهجان، شيع العشرات من سكان حي اولاد مبارك الهامشي، فتيحة، بائعة الحلويات و"البغرير"، إلى مثواها الأخير بمقبرة الغفران بالقنيطرة. فتيحة، التي وري جثمانها الثرى، عصر اليوم الاربعاء، تحولت جنازتها إلى مسيرة تنديدية بالظلم والحكرة الذي طالها من قبل أعوان السلطة، الذين "واجهوا" مصدر لقمة عيشها، فردت بإضرام النار في جسدها. وخلال المسيرة، صرخ ساكنة المنطقة وجيران الضحية ضد الظلم والقهر، متهمين اعوان السلطة بقتلها "كانت كتحرق وهوما كيشوفو فيها من داخل المقاطعة ويصوروها بدم بارد"، كما رددوا شعارات تطالب بالتدخل العاجل للملك "أسيدنا أجي شوف.. را كلشي ولا مكشوف". وقال والد الراحلة، في حديث مع اليوم24، إن ابنته تعرضت لضغوط نفسية أخرجتها عن طوعها، وجعلتها تصب "الدوليو" على جسدها يوم السبت الماضي، مطالبا بتطبيق العدالة ضد المعتدين والمسؤولين. وبصوت متقطع تخنقه غصة، تأسف الأب الكفيف والمكلوم لرحيل ابنته التي كانت المعيل الوحيد له ولحفيدته، "راه ماشي مرة ولا جوج باش محرمينها عليها هي، را ديما محرمينها على عباد الله، رزاوني فيها وخلاوني الكريم الموجود الله". وكانت فتيحة، قد لفظت أنفاسها الأخيرة، يوم الاثنين، متأثرة بحروق من الدرجة الثالثة في مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء، فيما تمّ إحضار جثمانها ودفنها عصر هذا اليوم. يذكر أن عنصرين من القوات المساعدة أقدمت على حجز بضاعة الراحلة التي تعودت على عرضها قرب سوق اولاد مبارك، يوم السبت الماضي، فلجأت الى المقاطعة السادسة طمعا في إنصاف القايد، إلا أنها فوجئت بامتناع أعوان السلطة عن اعادة سلعتها لتقرر انهاء حياتها حرقا.