انتهى الاجتماع المغلق الذي جمع، بمقر وزارة الداخلية الإسبانية، امس الأربعاء، بين وزير الداخلية، محمد حصاد، الذي كان مرفوقا بعبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني والمخابرات الداخلية، ووزير الداخلية الإسباني، فيرنانديث دياث، بطلب إسباني، بتأكيد الطرفين على ضرورة العمل من أجل تعزيز وتكثيف التنسيق والتعاون القائم على الثقة، والتبادل المستمر للمعلومات وتنظيم عمليات مشتركة ومتزامنة الخلايا والجهاديين، الذين يسعون إلى استهداف استقرار المملكتين، بما في ذلك تلك التي تهدف إلى تجنيد ونقل المقاتلين الإرهابيين الأجانب إلى مختلف مناطق النزاع، حسب بيان لوزارة الداخلية الإسبانية. كما اعترف الطرفان بالتحديات التي تواجههما بخصوص ضغط الهجرة، مؤكدين عزمهما في الانخراط في مقاربة شاملة، بما في ذلك الأبعاد الأمنية والإنسانية والتنموية المرتبطة بمشكلة الهجرة لمواجهتها. من جهته، أشاد وزير الداخلية الإسباني بالبعد الإنساني للسياسة الجديدة، التي تبناها المغرب بخصوص الهجرة، من خلال تسوية وضعية، وإدماج، وحماية عدد كبير من مهاجري إفريقيا جنوب الصحراء الموجودين في المملكة. كما أكد الطرفان أيضا على ضرورة التعاون والتنسيق الأمني لمواجهات التحديات، التي يطرحها التهريب بشتى أنواعه بين البلدين، علاوة على التحرك المشترك بينهما من أجل ضمان السير الجيد "لعملية عبور المضيق" بحلول كل صيف من أجل تسهيل عملية دخول المهاجرين المغاربة المقيمين في الديار الأوربية. وتعليقا على الزيارة الأخيرة لحصاد والحموشي إلى إسبانيا، أكد عبد الرحمان المكاوي، الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية، أن هذه الزيارة لها ما يبررها بعد "أن أصبح التنسيق الأمني والاستخباراتي بين البلدين استراتيجيا"، مضيفا أنه بفضل هذا التعاون "مكن من إجهاض في المهد كل المحاولات للقيام باعتداءات إرهابية في المملكتين". وأبرز أن هناك تبادلا للمعلومات بين البلدين على مدارس الدقيقة والساعة، علاوة على التعاون التكنولوجي". وأشار عبد الرحمان المكاويإلى أن ملف الهجرة يعتبر من الأولويات لإسبانية، مطالبا المغرب بأن يحاول من خلال إسبانيا والبرتغال للضغط على الاتحاد الأوربي للحصول على المزيد من الدعم المالي لمواجهة تحديات الهجرة، وكذلك دفع الأوربيين للضغط على الجزائر لوقف مسلسل إغراقها الحدود الشرقية للملكة بمهاجري إفريقيا جنوب الصحراء. من جهة أخرى، أوضحت صحيفة "آ ب س" الإسبانية أن اللقاء المغلق الذي جمع بين حصاد المرفوق بالحموشي وفيرنانديث دياث كان، على غرار التنسيق محاربة الإرهاب والهجرة السرية، مناسبة لتعزيز التعاون والتحرك المشترك من أجل ضمان السير الجيد "لعملية عبور المضيق" بحلول كل صيف من أجل تسهيل عملية دخول المهاجرين المغاربة المقيمين ف بين البلدين في الديار الأوربية. وأوردت صحيفة "لاراثون" أن مثل هذه الزيارات الاستثنائية تأتي في أوقات مرتبطة بضغط الهجرة السرية أو التهديدات الإرهابية، مشيرة إلى أن اللقاء الذي جمع بين حصاد وفيرنانديث في المغرب، العام الماضي، بمناسبة تسوية المغرب لوضعية 20 ألف مهاجر غير شرعي من إفريقيا جنوب الصحراء، علاوة على الزيارة الطارئة التي قام بها فيرنانديث دياث إلى المغرب في صيف 2014 بعد وصول حوالي 1426 مهاجرا سريا إلى إسبانيا، خصوصا أنه جاء مباشرة بعد توقيف دورية للحرس المدني الإسباني يختا كان على متنه الملك محمد السادس في مياه مدينة سبتةالمحتلة، وطلبت منه أوراق الهوية.