"لقد أٌصِبْت".. كانت هذه الكلمة الوحيدة، التي سمعتها لبنى زوجة المغربي (ع.ه)، الذي أصيب في التفجيرات الإرهابية، التي شهدها المطار الدولي "زافنتم" في بروكسيل، لينقطع بعد ذلك الاتصال، وتبدأ معاناة الزوجة والعائلة في المغرب في البحث عنه. (ع.ه) يشتغل حارس أمن خاص في مطار "زافنتم" في بروكسيل، حيث يقوم بعملية تفتيش الحقائب، التي يصعد بها الركاب إلى الطائرة، وبينما كان، أمس الثلاثاء، يؤدي عمله بشكل عاد، وقع الانفجار داخل المطار لتنقلب حياته وحياة عائلته إلى معاناة. بعد انقطاع الاتصال بزوجته، ظلت الأخيرة تركب رقمه باستمرار، لكن الهاتف ظل يرن دون جواب، فما كان منها الا ان اتصلت بعائلته في المغرب، الذين ظلوا بدورهم يبحثون عن خبر يتعلق بمصير ابنهم. هذا الوضع استمر لمدة أزيد من ساعة من الوقت، قبل أن تتلقى الزوجة اتصالا ثانيا من رقم زوجها لكن المتصل كان رجل أمن بلجيكي أخبرها بأنه عثر على الهاتف قرب زوجها، وبأنه تم نقله إلى مستشفى في بروكسيل. الزوجة وبمجرد وصولها إلى المستشفى والتعرف على زوجها اتصلت بالعائلة وأخبرتهم بأنها عثرت على زوجها في المستشفى من بين المصابين في الأحداث الإرهابية، كما اتصلت بخلية الأزمة التابعة للسفارة المغربية وأخبرتهم بأن هناك مغربيا أصيب في التفجير الإرهابي الذي شهده مطار "زافنتم". وضعية (ع.ه) البالغ من العمر 38 سنة وأب لطفلين، كانت جد حرجة، ولم يتم علاجه في المستشفى في بروكسيل لأن الضغط كان كبيرا بسبب عدد الكبير للمصابين الذين وصلوا في نفس التوقيت، وتم فقط تقديم الإسعافات الأولية له، ليتم نقله إلى مستشفى آخر في مدينة انفيرس. في مستشفى انفيرس سيتلقى (ع.ه) وزوجته وعائلته صدمة ثانية بعد أن تم إخبارهم بأنه سيتم بتر ساقيه، الخبر الذي ما زال إلى الآن لم يستوعبه (ع.ه) وزوجته. عليا شقيقة(ع.ه) أكدت في اتصال مع "اليوم 24" أنه بعد بثر ساقي شقيقها تم الاتصال به حيث حاول طمأنة والدته وأسرته، لكن تضيف عليا أن الحالة النفسية لشقيقها جد متدهورة، وأخبرتهم زوجته أنه بمجرد استيقاظه من تأثير المهدئات يبدأ بالصراخ من شدة الألم وأيضا من صدمة ما تعرض له. الزوجة لبنى هي الأخرى مصدومة لما تعرض له زوجها والبلد الذي عاشت فيه لسنوات، إذ إلى حدود الساعة لم تستطع اخبار طفليها بأن والدهم تم بترت رجلاه، وتنتظر وصول الجدة المقيمة في المغرب لبروكسيل من اجل التمهيد للخبر. وتسعى السفارة المغربية في بلجيكا الى استخراج تأشيرة للأم حيث من المتوقع أن تتسلمها الخميس للسفر لمعاينة ابنها. يشار إلى أن حصيلة المغاربة المتضررين من تفجيرات الإرهابية وصلت إلى حالتي وفاو و إصابة 4 آخرين اثنين منهم إصابتهم بليغة، فيما يوجد ثلاثة مفقودين.