شهدت أوروبا العديد من الأحداث الإرهابية خلال العشرية الأخيرة، والتي عرفت تزايدا كبيرا خلال آخر أربع سنوات، حيث بلغت ذروتها مع تزايد نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف اختصار ب"داعش"، الذي أعلنت العديد من الدول الحرب عليه بما فيها الأوروبية. وقد كشفت عدد من تلك الأحداث عن ثغرات خطيرة لدى الأجهزة الأمنية الأوروبية، آخرها تأخر الشرطة البلجيكية في اعتقال، صلاح عبد السلام، أحد مدبري الأحداث الإرهابية التي ضربت العاصمة الفرنسية، باريس، شهر نونبر الماضي، بل واعتقادها أن عبد السلام غادر أراضيها، قبل أن تكتشف نهاية الأسبوع الماضي أنه كان طوال الأشهر الأربعة الأخيرة مختبئا في حي "مولنبيك". عام 2012 يُشير التقرير السنوي لحالة الإرهاب في أوروبا، والصادر عن موقع الشرطة الأوروبية "Europol" إلى أن عدد العمليات الإرهابية التي شهدتها أوروبا خلال عام 2012 بلغ 219 عملية، تشمل مختلف الدوافع الدينية وغير الدينية. -جريمة تولوز قام "محمد مراح" الشاب الفرنسي من أصول جزائرية، والبالغ من العمر 23 عاما، بقتل شرطي مظلات يوم 11 مارس في مدينة تولوز، ثم قام بإطلاق النار على ثلاثة مظليين آخرين في مونتوبان فقتل اثنين منهم، فيما أصيب الثالث إصابة خطيرة جعلته مشلولاً حتى اليوم، وبعدها بأربعة أيام قام بقتل أستاذ وثلاثة أطفال يهود في مدرسة "عوزار هاتورا" في تولوز، وذلك قبل أيام من تصفيته جسدياً في 22 مارس من قبل قوات الخاصة من الشرطة في منزله. -تفجير بورغاس قام انتحاري بتفجير نفسه في حافلة كانت تُقل سياحا إسرائيليين في مطار "بورجاس" ببلغاريا، والذي خلف 5 قتلى إسرائيليين بالإضافة إلى سائق الحافلة وإصابة 32 آخرين. عام 2013 وفق موقع الشرطة الأوروبية "Europol" فإن عام 2013 شهد 152 عملية إرهابية بمختلف الدوافع الدينية وغير الدينية، في مجموعة الدول المشتركة في الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن باقي الدول. – خلال شهر فبراير وقع حادث الهجوم على السفارة الأمريكية بالعاصمة التركية أنقرة، والذي أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص، وإصابة 10 أخرين. – في شهر ماي، قُتِل الجندي البريطاني، لي ريجبي، في أحد شوارع لندن، بعد دهسه وطعنه من قبل كل من "اديبولاجو واديبوال" البريطانيان من أصول نيجرية، واللذين بررا قتله بأنه رد على ما تقوم به القوات البريطانية من قتل للمسلمين في العالم. – حادث تفجير محطة قطار فولغوغراد الروسية، والذي نفذته انتحارية فجرت نفسها، مخلفة 16 قتيلاً و40 جريحا آخرين. عام 2014 أحصت هيئة الشرطة الأوروبية 199 هجمة إرهابية على دول الاتحاد الأوروبي، وكان أبرز الهجمات خلال هذا العام: – حادث إطلاق النار على المتحف اليهودي في العاصمة البلجيكية بروكسل في 24 من شهر ماي، والذي راح ضحيته 4 أشخاص، والذي أتُهم فيه الفرنسي مهدي نيموش الذي رجحت الشرطة البلجيكية انتماؤه لتنظيم داعش. – سلسلة من الهجمات خلال شهر دجنبر في فرنسا، بدأها شاب فرنسي من أصول بورندية، في العشرين من عمره باقتحام مركز شرطة مدينة "جويه لي تور"، وطعن ثلاثة من أفراد الشرطة مردداً "الله أكبر"، تبعتها عملية دهس بالسيارة قام بها فرنسي آخر، في الأربعين من عمره، تعود أصوله إلى شمال أفريقيا، حيث قام بدهس المارة في خمسة مواقع بمدينة "ديجون"، وهو يردد نفس العبارة، مما أسفر عن إصابة 11 شخصاً، إصابات خطيرة، ثم قام ثالث بعد ساعات من ذلك بطعن المارة في أحد مراكز التسوق الخاصة بأعياد "الكريسماس" في مدينة "نانت"، مخلفاً عشرة جرحى. عام 2015 يقول المتابعون بأن هذا العام كان عام الإرهاب في أوروبا، حيث شهدت القارة العجوز عشرات الحوادث الإرهابية الكبرى، والتي هزت العالم أجمع كان أهمها: – اقتحام مجلة "تشارلي ايبدو" في السابع من شهر يناير، من قبل مسلحين اثنين بأسلحة كلاشينكوف في العاصمة الفرنسية باريس. تبعته في اليوم التالي عملية احتجاز رهائن في محل لبيع الأطعمة اليهودية. وقد خلف الهجومان 18 قتيلاً و11 مُصاب، وتبنى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب العملية. – أحداث باريس التي بدأت مساء يوم 13 من شهر نونبر بتفجير انتحاري نفسه أمام إحدى بوابات ملعب فرنسا، حيث كان الرئيس الفرنسي يشاهد إحدى المباريات الدولية برفقة وزير الخارجية الألماني، تبعه إطلاق مسلحين النار على رواد حانة عند تقاطع شارعي "بيشا" و"ألبير"، وتفجير انتحاري ثاني نفسه أمام الملعب، ثم اطلاق النار من مسلحين على حانة في تقاطع شارعي "فونتان أو روا" و"فوبور دو تومبل"، ثم اطلاق النار على شرفة مطعم في شارع "شارون"، وتفجير انتحاري نفسه داخل مطعم على طريق "فولتير"، لحِقه احتجاز رهائن بمسرح "باتاكلان"، أثناء حفل موسيقى لفريق "إيغلز أوف ديث ميتال"، وإطلاق نار كثيف، ثم تفجير انتحاري ثالث قرب الملعب. وقد راح ضحية هذه الهجمات المتتابعة قرابة 130 قتيلا وأكثر من 200 مُصاب. – في 17 فبراير وقع انفجاران في وسط العاصمة التركية، أنقرة، أحدهما أثناء مرور حافلات تقل عسكريين، والأخر قرب مبنى البرلمان، مما أدى إلى مقتل قرابة 30 شخصا، وجرح أكثر من 60 آخرين. – في 20 يوليوز، وقع تفجير في بلدة سروج التركية، على الحدود مع سوريا، مخلفا ثلاثين قتيلا وحوالي مئة جريح، مستهدفاً مركزا ثقافيا. عام 2016 – في 13 مارس وقع انفجار بسيارة مفخخة وسط العاصمة التركية أنقرة، مُخلفاً 34 قتيلاً و 125 مُصاباً، قرب موقف الحافلات. – في 22 مارس وقعت ثلاثة تفجيرات متتابعة في العاصمة البلجيكية، استهدف اثنان منهم مطار بروكسل، والثالث في إحدى محطات القطار بالقرب من المطار، مما أدى إلى مقتل 34 شخصا وإصابة أكثر من 135 مُصاباً آخرين.