عاد الحشيش المغربي إلى الواجهة، يوم أمس الاثنين، بعد تمكن عناصر الحرس المدني الإسباني بتعاون مع الدرك الملكي المغربي والشرطة الكتالونية، في واحدة من العمليات الكبرى ضد المنظمات المتخصصة في تهريب الحشيش من جبال الريف صوب أوروبا، من حجز حوالي ثلاثة أطنان من الحشيش في أربع مدن إسبانية (قاديس وبرشلونة ومالقة وهويلفا)، واعتقال 20 شخصا من بينهم مغاربة، حسب ما تناقلته تقارير إعلامية إسبانية اليوم الاثنين. في هذا الصدد، كشفت المصادر ذاتها أنه تم كذلك حجز لدى العصابة الإجرامية التي تم تفكيكها والمتخصصة في السرقة والهجوم على منظمات أخرى متخصصة، أيضا، في تهريب الحشيش، (حجز) 16 عربة، و600 ألف درهما، وأسلحة وذخائر وأجهزة إلكترونية ذكية، علاوة على مجموعة من الوثائق. كما أوضحت المصادر عينها أن العصابة تنتحل صفة رجال الأمن لمداهمة المنظمات الإجرامية الأخرى، بهدف السطو على كميات الحشيش التي يهربونها من المغرب. غير أن الشيء الغامض هو إشارة التقارير نفسها إلى أن العصابة تقوم باستبدال تلك الكميات من الحشيش بذخائر حية وأسلحة مع منظمات إجرامية في فرنسا، ما يطرح تخوف أن تكون لديها علاقات مع الجماعات الإرهابية، خاصة وأنه تم مؤخرا في ميناء الجزيرة الخضراء حجز 20 ألف بذلة عسكرية موجهة إلى «داعش». من جهتها، كشفت مصادر أمنية إسبانية أن «العصابة لديها شبكة من العلاقات مع منظمات أخرى في المغرب وفرنسيا، وهي التي تمنحها كل المعلومات عن المنظمات الأخرى التي تتعامل معها»، مبرزة أن العملية الأخيرة المشتركة بين المغرب وإسبانيا مكنت من اعتقال 21 مغربيا، وثمانية إسبان وسنغالي، وخمسة آخرين لم يتم تحديد جنسيتهم بعد. يذكر أن الأبحاث والتحقيقات للوصول إلى تفكيك العصابة واعتقال أفرادها بدأت في الصيف الماضي، عندما تم تسجيل في برشلونة وقاديس حالات تعذيب واعتداءات على أشخاص لديهم علاقة بالتهريب.