أبت مليكة مالك، الإعلامية المغربية، إلا أن تسجل غيابها مع فجر احتفال نساء العالم بعيدهن العالمي الذي يصادف الثامن من مارس من كل سنة. رحلت الإنسانة التي أعطت لمهنة الصحافة الشيء الكثير، ولم تأخذ منها شيء تقريبا حتى التغطية الصحية التي لم تكن من نصيبها، ولولا أن الملك محمد السادس تدخل وتكفل بعلاجها في المغرب وفرنسا، لما وجدت مستشفى يفتح أبوابه في وجهها. رحلت عنا صاحبة برنامج "في الواجهة"، البرنامج الذي كان موعدا شهريا لأقطاب السياسة من اليمين واليسار والوسط كلهم كانوا يلبون نداء ملاك التي كانت تضمن لهم نسب متابعة عالية واهتماما إعلاميا قبل الحلقة وبعدها، وهو الأمر الذي جر عليها غضب ادريس البصري، وزير الداخلية القوي على عهد الراحل الحسن الثاني، الذي تضايق من جملة لمحمد بوستة ظلت في أرشيف السياسة المغربية عندما نعت انتخابات ادريس البصري بكونها مخدومة، فأوقف البرنامج وكاد يعتقل الزميلة مالك. مليكة مالك، من أب مزابي وأم أمازيغية، درست الحقوق بالرباط، وسافرت إلى كندا حيث تابعت دراستها في موريال، ثم رجعت إلى بلادها مع إطلالة القناة الثانية أواخر التسعينات، حيث التحقت بطاقم التلفزيون الجديد وطبعته ببصماتها. توفيت، مالك قبل قليل، وتركت بصمتها على الحياة الإعلامية والإنسانية.. تركت ابنتها "زينة"، وتركت ريبرطوار من البرامج السياسية تؤرخ لزمن سياسي خاص. رحم الله مليكة وجعلها ممن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون..