لم تكن لاحتفالات عيد العرش في عهد الملك الراحل الحسن الثاني أن تمرّ دون أن ترافقها الحفلات الغنائية، حيث تتحوّل المناسبة إلى فرصة يتبارى فيها الفنانون المغاربة لتقديم أفضل ما في جعبتهم من أغانٍ لتُذاع بوتيرة مكثفة خلال احتفالات الثالث من كل مارس. نشيد القسم- محمد الحياني كان عيد العرش آنذاك، أي على امتداد 38 سنة تربّع فيها الملك الراحل على عرش المملكة، يوما للاحتفال، حيث تتلوّن الشوارع بالأعلام الحمراء. ناديني يا ملكي – اسماعيل احمد وعلى مدار كل تلك السنوات، يبدو من الصعب تعداد كل الأغاني الوطنية التي تنافس فيها المطربون المغاربة والعرب، وظلّت تتكرّر على المسامع طوال يوم الاحتفال، سواء على أثير الإذاعة الوطنية أو على شاشة التلفزيون. ياربي يا سامع الدعاء- لطيفة رأفت عبد الهادي بلخياط، اسماعيل أحمد، عزيزة جلال، محمود الادريسي، فتح الله المغاري، أحمد الغرباوي، عبد العاطي أمنّا واللائحة تطول، كل هؤلاء لم يبخلوا على الخزانة الموسيقية في غير ما مرّة بمقطوعات سواء كانت المناسبة عيد شبابٍ أو عيد عرش أو ذكرى مسيرة خضراء. عزيزة جلال-حسن الخصال من جانبه، استرجع البشير عبدو، في حديث مع اليوم24، ذكرياته مع احتفالات عيد العرش وتحضيراته للأغاني الوطنية التي قدّمها طوال مسيرته، سواء مع أحمد البيضاوي وعبد الله عصامي وآخرون، سبق أن قدّمها أمام الملك الراحل داخل القصر الملكي. لطيفة رأفت وعن المرّات التي غنّى فيها أمام الملك، قال عبدو إنه لن ينسى ذكرى جميلة جمعته به، كانت في حفل زواج الأميرة لالة حسناء في قصر مراكش، "كنت أقدّم أغنية العرس الكبير، التي كانت بمثابة استعراض غنائي رفقة ثلة من فناني البلد، وكان الملك يرمقني بنظرات كنت أحسّ أن بها فرحة ونشوة عارمة لن أنساها مهما حييت".