فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    مقتل تسعة أشخاص في حادث تحطّم طائرة جنوب البرازيل    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    ملتقى النحت والخزف في نسخة أولى بالدار البيضاء        بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    اتهامات "بالتحرش باللاعبات".. صن داونز يعلن بدء التحقيق مع مدربه    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    دشنه أخنوش قبل سنة.. أكبر مرآب للسيارات في أكادير كلف 9 ملايير سنتيم لا يشتغل ومتروك للإهمال    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    "وزيعة نقابية" في امتحانات الصحة تجر وزير الصحة للمساءلة    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    تبييض الأموال في مشاريع عقارية جامدة يستنفر الهيئة الوطنية للمعلومات المالية    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ذكرياتي مع الفن والقصر الملكي
نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 05 - 04 - 2014

محمود الإدريسي الصوت الذهبي، كما لقب بذلك حينما غنى أغنية :عيشي يابلادي» والتي كانت الأغنية السحرية التي فتحت له أبواب قصور الحسن الثاني التي أحبها إلى جانب أغنية «يا حبيب الجماهير» للموسيقار عبد الوهاب الدكالي، ومن ثمة تتوالى النجاحات ليغني أزيد من ثلاثمائة أغنية، سافر إلى الشقيقة مصر بأمر من الراحل الحسن الثاني الذي تحدث مع الموسيقار محمد عبد الوهاب ليلحن له أغنية، إلا أن الأقدار شاءت أن يسافر موسيقار الأجيال إلى باريس للعلاج، فتولى الملحن الكبير محمد الموجي هذه المهمة بتدخل دائما من الراحل الحسن الثاني.
في هذا الحوار يفتح الإدريسي قلبه لجريدة الاتحاد الاشتراكي ويشحذ ذاكرته المتقدة ليكشف أسرارا عن علاقته بالملك الراحل وبما دار بينه وبين جلالة الملك محمد السادس لدى توشيحه ، وكيف عبد له الحسن الثاني الطريق للتعرف على الملك حسين ملك الأردن والراحل معمر القذافي والشيخ زايد بن سلطان والرئيس عمر بانغو وغيرهم... محبته للأغنية المغربية جعلته يبقى وفيا لها رغم كل العراقيل التي صادفته، لأنها هويته وهو ما جعله يمتثل لزملائه لكي يتولى قيادة النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة ليدافع عن الفنان وعن الأغنية المغربية، و يدافع عن الفن باستماتة، ويتهم بعض الجماعات الإسلامية التي تفتي بدون علم، خاصة وأنه من حملة القران.
يكشف في هذا الحوار، لأول مرة بعد توليه مهام الأمين العام للنقابة الحرة للموسيقيين المغاربة، أنه سجل العديد من الأغاني الخالدة باسمه قبل أن يفاجأ بتفويت هذه الأغاني لزملاء آخرين، كما هو الحال بالنسبة لأغنية «راحلة» للراحل محمد الحياني إلى غير ذلك من الأسرار التي بسطها بدون تردد الفنان الكبير محمود الإدريسي الذي يشكل قامة فنية حقيقية وأحد رواد الأغنية المغربية بامتياز
} السي محمود الإدريسي ساعة سعيدة - ضاحكا - ما تباع بأموال، أشكر كم على هذا الاهتمام. انتخبت أمينا عاما للنقابة الحرة للموسيقيين المغاربة مؤخرا، ما هي المطالب والمشاكل التي نوقشت؟
بطبيعة الحال كانت النقابة مضطرة إلى عقد جمع عام لمنخرطيها والذي كان من المفروض أن يتم منذ سنة وتسعة أشهر، لكن هذا لم يتم إلا مؤخرا بحكم عدة اعتبارات، كما أن مكتب تصريف الأعمال الذي كان يسير شؤون النقابة سعى إلى هذا التأخير، كل ذلك دفعنا إلى عقد الجمع العام في منتصف مارس 2014 بالمركب سيدي بليوط بالدار البيضاء وحضره جمع غفير من الفنانين، وقد تم انتخابي على رأس الأمانة العامة رغم أنه لم تكن لدي أية رغبة في الترشح، إلا أن الفننين ألحوا علي حتى أدافع عن مطالب هذه الفئة وبالنقابة التي عمرها الآن تسع عشرة سنة وراكمت أعمالا من المهرجانات والمطالبة بالحقوق، وقد أعطاني الجمع العام الصلاحية لاختيار أعضاء الأمانة العامة.
} ما هي المشاكل التي يعاني منها الفنان المغربي؟
هي معروفة ومرتبطة بحقوق التأليف، وكذلك دعم الفنان المغربي سواء المطرب أو الملحن والموزع وكاتب الكلمات، لذلك نطالب بالزيادة في الدعم وبإقرار العديد من القوانين المرتبطة بالموضوع، ونحن في حوار مع وزيري الاتصال والثقافة اللذين يعرفان مشاكل القطاع ويحاولان إيجاد الحلول. طبعا نحن مقتنعون بأن هذه المشاكل المتراكمة لن تحل بين عشية وضحاها، و أكيد من خلال الحوار المستمر والمسؤول والمنتج يمكن أن تحل هذه المشاكل..
} كم عدد الفنانين المنخرطين في نقابتكم؟
العدد ليس قارا، يتغير كل سنة حسب طلبات الانخراط، إذ يصل إلى ألف منخرط في بعض الأحيان أو أقل، و الآن هناك 800 منخرط. ومعلوم أن المجال الفني في المغرب يعرف تعددية في الإطارات، إذ هناك نقابات أخرى، إلا أننا في المرتبة الأولى من حيث المنخرطين على اعتبار الخدمات التي قدمناها للفنان المغربي وتنظيم مهرجانات شكلت وتشكل متنفسا للفنان لترويج عمله..
} هل هناك تعاون وتكامل مع النقابات الأخرى على اعتبار أن الهدف المشترك هو خدمة الفنان وخدمة الأغنية المغربية ؟
حينما توليت مهمة الأمانة العامة أكدنا، وعن قناعة بمعية أعضاء الأمانة العامة، أنه يجب ألا يكون هناك أي تعارض بخصوص مصالح الفنانين. أكيد أن أسلوب العمل يختلف من نقابة إلى أخرى، وهو شيء عادي، لكن يجب أن نكون متفقين على عدم عرقلة والوقوف ضد أي اقتراح يكون في صالح الفنان سواء كان منخرطا معنا أو مع غيرنا.
} يلاحظ لأول مرة أن النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة تعقد جمعها العام بعد اللجوء إلى القضاء وعزل توفيق عمور من مهامه لماذا إدخال القضاء في مجال فني؟
بالفعل وقع سوء تفاهم بيننا وبين هذا الشخص، فحينما توفي المرحوم مصطفى بغداد كانت المدة القانونية لهذه الولاية قد انتهت والمحددة في أربع سنوات، و كان من المفروض التهييء لعقد جمع عام وتجديد الهياكل إلا أننا لاحظنا أن هناك أياد تعرقل عقد الجمع العام وتحاول عقد جمع عام على مقاسها، هذه الوضعية غير القانونية جعلتنا غير مؤهلين للتفاوض مع المسؤولين أيضا، ولما لاحظنا هذا الأمر ناقشناه ومادام المكتب التنفيذي حسب النظام الأساسي هو من يقرر الجمع العام، ومادام أصبح أشخاص آخرون لا علاقة لهم بالجهاز التنفيذي أسندت لهم مهام تصريف الأعمال لجأنا إلى القضاء استنادا إلى أحد البنود بالنظام الأساسي الذي يعطي الصلاحية للجهاز التنفيذي بعزل كل من أساء للنقابة، وقد عزلنا فعلا هذا الشخص وشطبنا عليه من صفوف النقابة.
} السي محمود الإدريسي الفنان والمواطن هل أنت راض
عن الأغنية المغربية؟
الأغنية المغربية موصدة في وجهها الأبواب، إذ ليس هناك قنوات من خلالها يتم تصريفها خاصة المحطات الإذاعية الخاصة التي مافتئت تعتني بالأغاني المصرية والخليجية واللبنانية على حساب الأغنية المغربية، ورغم هذه الحروب والعراقيل فالأغنية المغربية حاضرة، وهناك إنتاجات في مستوى جيد، بالمقابل هناك أعمال هزيلة ورديئة.. بكل صراحة الجو مخلط . } هناك انتقادات شديدة توجه لفنانين يتهمون بكونهم يساهمون في إنتاج الرداءة كلمات وألحانا، كيف ترون الأمر؟
نعم هذا الواقع موجود والغريب في الأمر أن أصحاب هذه الأغاني الرديئة. يجدون التشجيع الكافي لذلك للأسف، ويفتحون لهم القنوات التلفزية والإذاعات. إذ أصبحت قنواتنا مهتمة بالأغنية الشعبية والأغنية الرديئة. فالسهرات التي تقام بهذه القنوات لا يتم استضافة فيها الفنانين الرواد والمغنيين الموهوبين، وبالتالي نحاربهم من خلال القنوات المغربية.
} هذه الملاحظة أساسية من المفروض أن تثار مع المسؤولين المعنيين، هل طرحت هذه الإشكالية؟
«ملي خلقنا الله وحنا نطرحو هادشي» لكن طبعا يجب ألا نوجه اللوم كله للدولة. بل على القطاع الخاص هو الآخر أن يتحمل مسؤوليته، وحينما نطرح السؤال على المستثمرين، لماذا لا تستثمروا في هذا المجال، يتحججون بالقرصنة، وبالتالي لابد من إصلاحات جذرية ومحاربة القرصنة التي بالفعل لها تأثير سلبي على الأغنية المغربية، وتحول دون استثمار القطاع الخاص في المجال الفني.
} ألا ترى معي أن المغرب أضاع فرصة ثمينة للنهوض بالأغنية المغربية وتسويقها عربيا. في ظل ما يسمى بالربيع العربي. وما نتج عن ذلك من عدم الاستقرار السياسي في هذه البلدان. وتأثيره أيضا على المجال الفني، ومن ثمة كان من المفروض استغلال هذه الفرصة لصالح الأغنية المغربية واستقطاب أيضا اسماء فنية وازنة عربيا للاشتغال داخل المغرب واستقطاب الشركات العربية المنتجة؟
هذه المقاربة صائبة، وبالفعل لم تستغل هذه الوضعية، لأن شركات الإنتاج والتسويق في المغرب غير موجودة. حتى خارج أرض الوطن، ففي مصر حينما زرنها وجدت شركات تونسية وليبية وجزائرية، لكن لا وجود لأية شركة مغربية. وبدون شركات إنتاج ستبقى الأغنية المغربية عاجزة عن تخطي الحدود المغربية
} بالمقابل نجد شركات كثيرة مهتمة بالعقار؟
أصحاب شركات العقار يؤكدون أن الربح مضمون وسريع في هذا المجال، أما في المجال الفني فالخسارة أكيدة بحكم القرصنة، وهي معضلة يجب محاربتها من خلال هيئة تابعة للدولة خاصة بذلك،. ومنح حقوق التأليف وإجبار القنوات التلفزية والإذاعات على منح المستحقات المالية لذويها. كما سجل في المغرب غياب محاكم مختصة في هذا الباب. أمام هذه الوضعية وجد الفنان المغربي نفسه مجبرا على المغامرة والمقامرة.
} بمعنى أن كل هذه الإشكاليات التي تنال من الأغنية المغربية ناتجة عن غياب سياسة حكومية واضحة في هذا الشأن.
نحن نطالب المسؤولين بذلك، ونوضح لهم العراقيل والإشكالات التي تواجه الفنان والأغنية المغربية، وأتمنى أن يتم خلق قنوات تلفزية خاصة بالأغنية المغربية والمسرح والسينما، كما هو الحال مع مؤسسة روتانا. فليس لدينا قنوات نصرف فيها بضاعتنا والقنوات المغربية الموجودة تستضيف الفنان المغربي مرة كل سنة أو سنتين، لعرض أغنية في أربع دقائق، وهذا لا يكفي.
} هذا السؤال يجرنا إلى طرح سؤال آخر. متعلق بنقابتكم التي يتواجد فيها فنانون مشهورون. ولهم عائدات مهمة من المجال الفني، يمكن أن ينخرطوا في إنشاء قناة أو قنوات خاصة بالفن المغربي هل تمت إثارة الموضوع معهم؟
حاولت مع العديد من الأسماء والأصدقاء، لكن كلهم يتخوفون من خوض هذه المغامرة إلىدرجة أننا سمعنا أن هناك طلبات تم رفعها إلى الهاكا للترخيص لهم بإنشاء قناة، لكن هذه الطلبات قوبلت بالرفض.
} لنتحدث عن محمود الإدريسي، الفنان بدل محمود الإدريسي المسؤول النقابي؟
مرحبا.
} أولى تجاربك الغنائية كانت سنة 1965 خلال إحدى الحفلات وغنيت أمام الجمهور موشح «ياليل طل» وبعض أغاني محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش رفقة فرقة الخمس والخمسين، ماذا تتذكر عن هذه المرحلة؟
أتذكرها جيدا وهي من أجمل لحظات حياتي. وكنت مغرما بالفن منذ صغري. هذه البداية كانت بداية خير . ومنحتني فرصة لكي يتصل بي عبد الله العصامي الذي اصطحبني إلى الإذاعة الوطنية، حيث استمع إلي الموسيقار أحمد البيضاوي. من ذلك اليوم بدأت عملي كأحد أفراد المجموعة الصوتية بالإذاعة الوطنية، وكانت بداية طريقي وأدخلتني إلى علام الفن من بابه الواسع.
} تواصلت تجربتك الفنية مع المجموعة الصوتية للفرقة الوطنية 11 سنة، من سنة 1965 إلى سنة 1976، كيف عشت هذه المرحلة وكم كنت تتقاضى كأجر؟
كان المقابل المادي هزيلا جدا، إذ كنت أتقاضى مبلغ 40 درهما مقابل المشاركة في كل سهرة آنذاك، لكن همنا لم يكن هو الهاجس المادي بقدر ما كان هو الهاجس الفني، لأني كنت أحس أنني لا يمكن أن أعيش بدون الفن.
} ما هي ذكرياتك في هذه المرحلة؟
كانت هذه المرحلة فرصة للاحتكاك بالفنانين المغاربة الرواد، إذ كنا نضطر إلى التمرين على الأغنية أسبوعا كاملا أو أكثر لنسجلها مع الفنان المعني، مثل محمد فويتح، عبد الوهاب الدكالي، عبد الهادي بلخياط، محمد لمزكلدي، المعطي بنقاسم، محمد الغرباوي، عبد القادر الراشيدي، عبد القادر وهبي وغيرهم من الرواد. فعلا كانت مدرسة حقيقية نظريا و تطبيقيا، ومن خلال هذه التجربة عرفت ما هو الإيقاع وما هي الأنغام والألحان. ولو لم ألج هذه المؤسسة (الجوق الوطني) لن يكون محمود الإدرسي، لقد كانت محطة أساسية في حياتي.
} سنة 1969، ظهر محمود الإدريسي كمطرب منفرد، وأديت أغنية «ياملكي يابلادي» قدمها عبد النبي الجيراري. لماذا هذه المدة كلها قبل الغناء منفردا؟
السي عبد النبي الجيراري كان موظفا بالإذاعة الوطنية وبالجوق الوطني، وكان معجبا بصوتي، كما نسجت علاقة قوية بيننا، وهو أول من أشرف على تقديم دروس للعزف على آلة العود بالنسبة إلي. كان ذلك سنة 1967، وبحكم إشرافه على برنامج «مواهب»، كنت من ضمن التلاميذ الذين يشاركون في هذا البرنامج و أساعده في الإستماع إلى المتبارين، وهو البرنامج الذي مرت منه العديد من الأسماء مثل سميرة سعيد التي كان عمرها 9 سنوات، وعزيزة جلال، وقد تبناني الأستاذ الجيراري، كما كان يحرص على تعليمي اللون الغنائي الخاص به، وهو لون صعب ومعقد، مما جعله يدرك أنني تدربت فأسند إلي أغنية «ياملكي يابلادي» التي هي أول أغنية لي، و كانت فاتحه خير، بعدها تهافت علي العديد من الملحنين مثل الأستاذ صالح الشرقي، عبد الحميد بنبراهيم، عبد القادر وهبي، عبد القادر الراشيدي وغيرهم.
} بعد ذلك أي سنة 1970، أديت أول أغانيك بالدراجة المغربية؟
بالفعل أديت أغنية «الشمعة» من كلمات أحمد الطيب لعلج.
} الكثير من المغاربة و العرب لا يعرفون أن أغنية «راحلة» التي أداها الفنان المرحوم محمد الحياني كانت في الأصل أغنية مخصصة لك، وقد سجلتها بصوتك، كيف تم هذا التغيير من طرف الملحن عبد السلام عامر؟
بالفعل، كان عبد السلام عامر قد تعامل معي في تجريبتين، ورغم أدائي لهما لم تربطا باسمي، إذ كان الأستاذ عامر يحرص على سماع أغانيه من طرف صوت يحسن الأداء، حتى يتحقق من الهفوات التي يمكن أن تكون. لذلك يختار مطربا معينا، وكان يختارني مرة مرة، قبل أن يختار المغني الذي سيؤدي عمله، وبخصوص أغنية «راحلة» فقد أديتها بإتقان وتمرنت عليها قبل محمد الحياني، قبل أن أكتشف أن الأستاذ عامر اختار محمد الحياني لأدائها. وقد آمن أعضاء الجوق الوطني بأدائي المتميز لها، فاتصلوا بالأستاذ عبد الرحمان العلمي الشاعر وصاحب شركة «أطلس فون» وقد سجلتها بالدارالبيضاء مساء، في حين سجلها محمد الحياني صباح نفس اليوم باستوديو آخر. وبصراحة هناك ذكريات جميلة مع هذه الأغنية. فحين أستمع إليها «كنحس فشي شكل» والتسجيل مازال موجودا وسأحرص على نشرها، وهناك أغان أخرى تعامل معي فيها ملحنون، لكن أعطيت لمطربين آخرين، ومن ضمنهم دائما عبد السلام عامر في ملحمة موكب الخالدين الذي أعطاها لعبد الهادي بلخياط، وبسبب ذلك «تقلقت» على السيد عبد السلام عامر، لأنه أخطأ في حقي، قبل أن نتصالح وأغني من لحنه العديد من الأغاني، كلها أغاني و طنية ماعدا واحدة دينية.
} هل مازلت تعتبر هذه الأغاني التي أداها فنانون آخرون «راحلة» وغيرها أغانيك، وهل تؤديها في المهرجانات؟
أؤديها في بعض السهرات الخاصة، حيث تلقى إقبالا كبيرا ويقولون إنني أتقنتها، فأشرح لهم هذه القصة. وهناك أغاني أخرى كنت سأؤديها، لكن أعطيت لفنانين آخرين مثل أغنية « كيفاش قلبي ينساك» التي غناها عبد الهادي بخلياط. وأغنية «مامنك جوج» التي أداها أيضا، كل هذه الأغاني أحبها.
} «يابلادي عيشي» أغنية أعطت شهرة كبيرة لك، من ألحان محمد بن عبد السلام، وقد فتحت لك أبواب قصور الملك الراحل الحسن الثاني، ما ذكرياتك في هذا الموضوع؟
طبعا، حينما سجلت هذه الأغنية، كانت تحظى بدعاية كبيرة في الإذاعة الوطنية، وكنا نقوم بجولة غنائية في المغرب كله، حيث كان يقال في هذه الدعاية «عيشي يا بلادي» الصوت الذهبي محمد الإدريسي. وكنت في بداياتي، وحكى لي الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله، أن جلالته كان يسمع هذه الأغنية في الراديو، وكان دائما يحاول تسجيلها ظنا أن الأغنية ستذاع كلها، وإذا الأمر مجرد إعلان لهذه الأغنية في إطار هذه الجولة.
وحينما وصلنا إلى مدينة وجدة، أراد الملك الراحل أن يستمع إلى هذه الأغنية، مما اضطرنا إلى إيقاف هذه الجولة والعودة إلى الرباط، حيث أديتها أمام جلالته وأهداني معطفه، ومن ثمة أصبحت معتمدا في القصر الملكي مع الجوق الملكي، وفي كل نغني «عيشي يا بلادي»، وهي من الأغاني العزيزة للقلب بشكل لا يتصور، وقال لي رحمه الله، هكذا كانت أغنية عبد الوهاب الدكالي محببة لي «يا حبيب الجماهير » وهي من الأغاني الوطنية التي أفتخر بها، والآن هناك أغنية «عيشي يا بلادي» التي أفتخر بها ولا يمكن ألا تتغنى في كل مناسبة، ويتم الافتتاح بها.
} هل مازال معطف الراحل الحسن الثاني لديك؟
الحمد لله مازال، وليس المعطف لوحده، بل هناك العديد من لكساوي الذي أهداني إياها في مناسبات عديدة، مرة مرة كنخرجوهم يتشمشو، ونتهلى في هاد البركة
} ماهي ذكرياتك مع الملك الراحل الحسن الثاني؟
ذكريات كثيرة، وجميلة في كل المناسبات التي يكون فيها ضيوفه الخاصين لا يستثنني من الحضور إلى درجة أنني كنت قريبا منه جدا. هناك محبة وود. كان يعاملني كابنه، ودائما كان يناديني بالشريف لا يحبني محبة مطرب فقط، بل محبة أيضا الشريف، ويحب أيضا حملة القرآن، وكان على علم بأنني من هذه الفئة.
} هذا التقرب من الملك الراحل، ألم يجلب إليك غيرة الآخرين؟
لا، هذه الاشياء لم يكن على علم بها الفنانون، بل هناك مناسبات يتم فيها استدعائي ويكون فيها جلالته وحده، وأنا لا أتحدث في هذا الموضوع مع أي أحد، بل كنت كتوما، على اعتبار أن المسألة خاصة، ولا أتباهى بذلك، وليس معقولا بأن أتحدث وأقول للناس أنني البارحة كنت مع الراحل الحسن الثاني.
} من هي الأسماء الفنية التي كانت تحضر في هذه الجلسات مع الراحل الحسن الثاني؟
في المناسبات كانت هناك أسماء عزيزة على قلب جلالته مثل السي عبد الوهاب اللدكالي ، السي عبد الهادي بلخياط، السي عبد المنعم الجامعي ،والسي محمد الحياني رحمه الله، والسي محمد فوتيح، والسي محمد المزكلدي وأخرين. وكان يحب الفنانين جميعا ويشجعهم لكي ينتجوا. بالنسبة إلي شخصيا، لولا الراحل الحسن الثاني ما عشت في المغرب.
} من هم رؤساء الدول والشخصيات التي تعرفت عليهم في ضيافة الملك الراحل؟
عرفني الملك الحسن الثاني، رحمه الله، بالعديد من المسؤولين مثل الملك الحسين ومعمر القذافي، والشيخ زايد بن سلطان وأغنياء العالم، كما تعرفت على الرئيس عمر بونغو . فذات مرة كنت فوق خشبة المسرح بالقصر الملكي أغني، جاء سيدنا الله يرحمو بصحبة الرئيس بونغو، وقال لي إنه أعجب بصوتك ويريد أن يسلم عليك.« سلم على فخامة الرئيس»، هذا يرفع من معنويات الفنان، وأقولها بصراحة أنا دائما أدعو له في صلواتي، فهو من خلق لنا الأمل كفنانين.
} وما علاقتك بالملك محمد السادس، ومادار بينكما حينما تم توشيحك؟
جلالة الملك محمد السادس هو الآخر يعتني بالفنان، ولن أنسى أنه حينما وشحني جلالته قال لي، «عنداك تبعد من الميدان الفني، فنحن كنتبعوك وعملك جميل وعليك المزيد ونحن ننصت إليك».
} هل سبق للملك الراحل الحسن الثاني أن أعطاك نصيحة أو تدخل في عملك الفني؟
صحيح، تم هذا، وتحدث معي ما مرة حول أعمالي، فهو متتبع لمسار الفنانين ودائما يوصيهم.
} الملاحظ أن محمود الإدريسي، وربما هذا لا يعرفه الجمهور، أنك سافرت إلى المشرق وتعاملت مع الملحن المصري محمد الموجي، كما تعاملت مع ملحنين من ليبيا والكويت والعراق، حدثنا عن هذا الجانب؟
نعم تعاملت مع المرحوم محمد الموجي. فكل الأسفار التي قمت بها خارج أرض الوطني كانت دعوات رسمية سواء في المملكة العربية السعودية أو الكويت أو مصر.. في مصر كانت هناك أغنية كان سيسجلها ويغنيها الموسيقار محمد عبد الوهاب، ولكنه اعتذر بسبب المرض الذي ألم به، وهي من كلمات الشاعر محمد الطنجاوي، وجلالة الملك الراحل كلفني للذهاب إلى مصر لأداء أغاني هناك منها ملحمة وأغنية «شمس الخلود» الذي كان سيلحنها الموسيقار محمد عبد الوهاب لكن المرض حال دون ذلك، حيث ذهب إلى باريس لهذا الغرض وجلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله، اختار الملحن الثاني محمد الموجي، وكلفني بالتواصل معه، كان ذلك تحت رعاية وزارة الداخلية آنذاك للسفر إلى مصر لمدة شهر كامل، وغنيت «شمس الخلود» من لحن محمد الموجي، وأديت الملحمة التي تتحدث عن تربية الطفولة، حيث أديت دور أستاذ، في حين أدت سميرة سعيد دور الأستاذة، وعملنا ديو مع الأطفال وهي ملحمة جميلة، وقد صورت وأخرجها حميد بنشريف، لكن لم نعد نراها تعرض في التلفزيون، كما غنيت لملحنين ليبيين، محمد سعد بوعجيلة، ومجموعة من الملحنين الآخرين، «أنا سيدنا ما كانش يخليني نسافر بزاف،»ويوم توفي رحمه الله سنة 1999 لم أعد أهتم بالهجرة، وأنا متعصب للأغنية المغربية.
لو كنت مختصا بالوضع المادي لكان وضعي الحالي أحسن، لكن فضلت النضال من أجل الرقي بالأغنية المغربية.
} السي محمود الإدريسي تنحدر من الشاوية
نعم من الشاوية من المذاكرة.
} وأنا من أولا سعيد
يقول ضاحكا: بلاد الخير، بلاد التيرس.
} هذا السؤال يجرنا إلى سؤال متعلق بعلاقتك بالراحل وزير الداخلية الأسبق ادريس البصري بحكم أنه ينتمي إلى نفس المنطقة الشاوية؟
ادريس البصري كان بعيدا عني وأنا كذلك، كان آنذاك يشتغل مع الحسن الثاني ووقته كان مليئا، لا يربطني به إلا السلام إذا ما التقينا، لكن لم تكن تربطني أية علاقة صداقة ومودة، ثانيا كنت أحترم الراحل، فكان صالحا لزمانه.
} لكن أنت كنت محببا للراحل الحسن الثاني، فمن المفروض أن يسعى الراحل ادريس البصري إلى التقرب منك، بحكم أنك من «البليدة» تقريبا؟
لا أبدا، أنا تعرضت كثيرا لمضايقات من طرف وزارة الداخلية، وكنت لا أهتم بوزارة الداخلية بحكم القرابة بيني وبين جلالة الملك رحمه الله، رغم الأسرار التي كنت أحتفظ بها، ومع ذلك كنت لا أهاب أحدا، كنت أحس بأن هناك غطاء كبيرا لدي من طرف الحسن الثاني.
} في الثمانينات تخليت عن الملحنين والتعامل معهم وبدأت تلحن لنفسك، لماذا هذا الاختيار؟
هذا الاختيار بعدما بدأ عطائي الفني يقل، كما بدأت الأغنية المغربية تعرف تحكم المال فيها، إذ كل شيء أصبح بالمقابل سواء كلمات أو ألحان وبالمزايدات، إذ بعض المطربين هم من نشطوا هذه العملية وبدأوا يعطون أموالا أكبر مقابل ذلك لشراء الكلمات والألحان. هذا الشيء جميل، لأن الأغنية أصبحت لها قيمة، وبعد تفكير قلت لم لا أدخل عالم التلحين، خاصة وأنني ما مرة كنت أقوم بتجارب في ذلك، كما سبق لي أن أقدمت على تجربة التلحين سنة 1977، حينما سافرت إلى المملكة العربية السعودية، كنت لحنت أغنيتي الأولى بعنوان «الصبر دواها» والثانية «أنا والليل والقيثار» سجلتهما في الكويت مع فرقة أم كلثوم، حينما أسمعها الآن أتعجب لمستوى عزف هذه الفرقة التي استقرت بالكويت بعد وفاة الست أم كلثوم، على رأس هذه الفرقة أحمد الحفناوي.
بعد هذه التجربة جعلتني أتساءل مع نفسي إلى غاية الثمانينات، حيث اتخذت القرار وكانت أغنية «ساعة سعيدة» وهي من كلمات الراحل مصطفى بغداد.
} هناك الكثير من يتساءلون لماذا أديت أغاني كثيرة من كلمات الراحل مصطفى بغداد؟
مصطفى بغداد كان صديقا لي، كنا معاشرين ليل نهار، وكان يكتب بغزارة في بداياته، وكان يشجعني من أجل التلحين. كان السند الكبير في هذا المجال حتى ماديا، إذ كنا نقتسم تكاليف الأغنية من مالنا الخاص، لدي معه أكثر من 40 أغنية من أصل من 300 أغنية.
} تعاملت مع لطيفة رأفت في أغنية «الحمد لله» و«حارو في أمري» ونعيمة سميح «شكون اللي يعمر هاد الدار» والبشير عبدو «الدنيا بخير» ومحمد اللغاوي «اللي علينا حنا درناه» وفلة الجزائرية« فتحوا الأبواب» كان هناك إقبال على ألحانك؟
طبعا كل هؤلاء غنوا من ألحاني وغيرهم، كما غنت لي فلة الجزائرية.
} ماهي الأغاني المحببة لك؟
الأغاني التي أديتها لها قصة، وكلها قريبة مني، وأعتز بكل الأغاني، وهناك أغاني كثيرة لم أعد أتذكرها، وحينما أسمعها الآن أتذكر هذه القصص.
} لمن سيتمع محمود الإدريسي و يستمتع بأصواتهم؟
أستمع لكل الفنانين المغاربة، وكل عمل جميل أعتز به، لأنه يمثل هويتي، هذه طبيعتي.
} كيف تقيم أعمال الفنانين الذين هاجروا خارج أرض الوطن ولاقوا انتشارا كبيرا، هل أضافوا للأغنية المغربية أية إضافة؟
هؤلاء الفنانون المغاربة اضطروا إلى ذلك بغياب البديل داخل المغرب. لو أردنا الاحتفاظ بهم كما قالت لي ذات مرة إحدى المطربات، لو أراد المسؤولون أن نبقى في المغرب لعمل ما يعمله نظراؤهم في مصر وغيرها «وعيب علينا نفوتوا لحدود». لذلك أشدد على أن تكون هناك شركات إنتاج مغربية وقنوات تلفزيونية متخصصة، وبقوة الصناعة بهذه البلدان يتحول الفنان إلى العالمية ويستفيد ماديا أيضا. أما في المغرب «ما يلقاش باش يشرب قهوة».
} لكن كان من المفروض على العديد من الفنانين تسويق الأغنية المغربية من خلال ضم أغنية على الأقل واحدة في ألبوم، وبالتالي ومن خلال التراكم يتم تسويق الأغنية المغربية .
فعلا، النموذج من الفنانة سميرة سعيد التي أنتجت أغنية «مازال» وهي أغنية جميلة جدا، بها تيمة وبها تمغريبت! كنت أحلم بذلك منذ سنوات، لكن حينما سافرت إلى مصر، عرفت كيف يحارب الفن المغربي من بعض الشركات، لكن سميرة سعيد ربما تحررت شيئا ما من هذه الضغوطات وتولت الأمور بنفسها وحتى في الكليب الأغنية مصورة بشكل احترافي.
} هناك انتقادات من طرف فنانين مغاربة حول احتضان فنانين أجانب على حساب الفنان المغربي ومنحه أموالا طائلة، ماذا ترى في هذا الأمر؟
هناك تحولات كبيرة بما فيها المجال الفني، وحينما نحتج على ذلك، يقال لنا إن هذه الأموال ليست أموال الدولة بل هي للخواص والشركات.
لكن أصحاب هذه الشركات من أين راكموا ثرواتهم، لقد راكموها من المغرب، اللهم إن هذا لمنكر . وأدعو إلى تغيير سياستهم، والفنان المغربي «لخاد شي فرنك يروجو في المغرب»، بدل الملايير بالعملة الصعبة التي تمنح لهؤلاء الأجانب.
} لكن هذه المبررات مردود عليها، فهناك في بعض الدول العربية سلطة للنقابة؟
الأمر كذلك حينما يتعلق الأمر بنقابة واحدة، لكن التعدد، رغم التنصيص عليه دستوريا لن يعطي هذه القوة والسلطة، وفي ظل تضارب المواقف في هذا الموضوع.
} نسب إلى الفنان عبد الهادي بلخياط أنه نصح أحد الفنانين الشباب بتوظيف صوته في الدعاء، هل الغناء حرام؟
الغناء ليس حراما، والغناء الحرام هو الغناء الفاحش، لكن عندما نتغنى بأغاني اجتماعية وأغاني تتضمن رسالة مجتمعية فهي حلال، وليس هناك نص قرآني وغيره يقول عكس ذلك، لكن للأسف، سامحهم الله، أصبحوا يتدخلون في الأمر، فالدنيا متاع، وعلينا أن نتمتع بما وهبنا الله به، وننادي بالخير. وهناك بعض الجماعات التي تفتي وهي غير مؤهلة لذلك للأسف، والسي عبد الهادي بلخياط له صوت جميل، وإذا ابتعد عن أداء الأغاني الهادفة والاجتماعية، فنحن نحس بأن هناك نقصا لنا في الفن المغربي وافتقاد الساحة الفنية لهذا الصوت الجميل هو الحرام.
} ما رأيك في الفنانة نعيمة سميح؟
فنانة كبيرة أعطت الكثير للأغنية المغربة، أطلب الله أن يمتعها بالصحة والعافية، وطامعين فيها تعطينا الشي الكثير«.
} حياة الإدريسي.
فنانة كبيرة ومختلفة ذات إحساس وننتظر منها المزيد من العطاءات.
} عبد الوهاب الدكالي
أحلم دائما، أن يكون هناك تمثال للسي عبد الوهاب الدكالي ومركز ثقافي باسمه، لأنه خدم الأغنية المغربية كثيرا جدا في التاريخ المغربي وفي قلوب المغاربة. وهو متعصب للأغنية المغربية، من الذين صنعوا الأغنية المغربية.
} سميرة سعيد.
فنانة كبيرة، وذكية جدا، و أغنية «مازال» فيها اجتهاد كبير وتسوق الأغنية المغربية، التي هي مجال لم يستهلك بعد، ولها مستقبل كبير، وأتمنى أن تسير في هذا النهج، لأنها ستخدم الأغنية المغربية بشكل كبير.
} وماذ عن الجيل الجديد من الفنانين.
جنات مهيد من المطربات الكبيرات في الميدان الفني، ونفتخر بصوتها، وبالعطاءات التي قدمتها، أتمنى أن تساهم وتنشر الأغنية المغربية داخل مصر.
} فدوى المالكي
من المطربات الخطيرات، وحينما أٍقول الخطيرات، أعني بذلك الرائعات، وصوتها لا يعرف المستحيل، لها قدرة صوتية فائقة جدا، وخطواتها حكيمة، أتمنى لها أن تحذو حذو الفنانة سميرة سعيد، ومرة مرة .. بشي أغنية مغربية
} والفنانة هدى سعد؟
فنانة رائعة، وتخدم على الأغنية المغربية وتضع بصمتها الخاصة عليها، أتمنى التوفيق لها، وأتمنى أن تغني المزيد من الكلمات المغربية، نوع جميل له إقبال ومحبوه.
} هل أنت نادم على شيء في مسارك الفني؟
كنت أتمنى أن أعطي الكثير، لكن هناك عراقيل تعترضنا حينما نريد خدمة الأغنية المغربية. ولو لم تكن هذه العراقيل، لكان لدي ألف أغنية، وأنا نادم على هذا الأمر، لأن العراقيل أضاعت لنا فرصا كبيرة؟
} ما جديد الفنان محمود الإدريسي؟
هناك أغنية دينية «كلشي ديال الله» من كلمات محمد الدغوغي، وأغنية أخرى سنهديها لجلالة الملك محمد السادس، اسمها «أنا مغربي» من كلمات عبد الكامل دينيا وهما معا من ألحاني.
} من من الأصوات التي يريد محمود الإدريسي التعامل معها؟
هناك أصوات تعجبني مثل يوسف الجريفي، فاتن هلال بك، حاتم إيدار، وفنانون أخرون، هناك ما بين 10 إلى 12 فنانا سيعطون دفعة أخرى للأغنية المغربية، ولدى تعامل مع المطربة فاتن هلال.
} السي محمود الإدريسي: واش نزيدو أو لامازال؟
ضاحكا.. بارك علينا، أتمنى للجمهور المغربي والمغاربة جيمعا السلام والأمن والاستقرار، وينصرنا على أعدائنا، ويوفقنا الى ما هو خير، وأشكر جريدة الاتحاد الاشتراكي على هذا التواصل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.