قالت منظمة الأغذية والزراعة "فاو" التابعة للأمم المتحدة إن أسعار الغذاء العالمية يمكن أن تشهد مزيدا من الهبوط في الأشهر القادمة، بعدما تراجعت في يوليوز مسجلة أدنى مستوياتها فيما يزيد عن عام، مشيرة إلى توقعات بإمدادات وفيرة من الحبوب. وتراجع مؤشر منظمة الغذاء الشهري لقياس التغيرات السعرية لسلّة من الحبوب والبذور الزيتية ومنتجات الألبان واللحوم والسكر في يوليوز، للشهر الثالث على التوالي، إلى 205.9 نقاط مقارنة مع 210.1 نقاط في يونيو. وقالت "فاو" إن تراجع الأسعار جاء أساسا بفعل انخفاض الأسعار العالمية للحبوب وزيت الصويا وزيت النخيل، بينما انخفضت أيضا أسعار السكر واللحوم ومنتجات الألبان، ولفتت إلى أن مؤشر أسعار الزيوت والدهون بلغ 191 نقطة في يوليوز، مسجلا انخفاضا بلغ 7 نقاط إلى 3.3 في المائة عن يونيو، ليبلغ أدنى مستوى له في ثلاث سنوات، وعزت ذلك إلى انخفاض أسعار زيت الصويا وزيت النخيل. وأوضحت المنظمة أن أسعار الغذاء ارتفعت بشكل كبير في صيف 2012 نظرا لجفاف تاريخي ضرب الولاياتالمتحدة، ورأت أن تحسن التوقعات لإمدادات الحبوب في 2013 و2014 يعزز الاتجاه المعاكس هذا العام. وقال عبد الرضا عباسيان كبير الخبراء الاقتصاديين في "فاو"، "إن الإمدادات حققت تحسنا أفضل من المتوقع في الأشهر القليلة الماضية بسبب الطقس الجيد إلى حد كبير في كثير من الحالات، وهو ما يذكي آمالا في إنتاج مرتفع". وأضاف أن التوقعات الجيدة لإنتاج الذرة في الولاياتالمتحدة والأرجنتين ومنطقة البحر الأسود تعني أن الأسعار يمكن أن تدفع أسواقا أخرى للانخفاض هذا الموسم في اتجاه عكسي لتأثيرها الداعم لارتفاع الأسعار الصيف الماضي. ورفعت "فاو" ومقرها روما توقعاتها في يوليوز لإنتاج الحبوب العالمي متوقعة زيادة بأكثر من 7 في المائة ووصول هذا الإنتاج إلى 2.479 مليار طن في 2013 و2014، ومن المنتظر أن تعلن المنظمة توقعاتها التالية للإنتاج في شتنبر المقبل. وصعد مؤشر منظمة الغذاء العالمي إلى مستوى قياسي عند 238 نقطة في فبراير 2011، حيث ارتفعت أسعار الغذاء بصورة أسهمت في اندلاع انتفاضات الربيع العربي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وفي صيف 2012 ارتفع المؤشر إلى مستويات قريبة من مثيلاتها المسجلة عام 2008، التي أعقبها اندلاع أعمال شغب في عدة دول فقيرة.