حذر رئيس مجلس إدارة شركة «نستله»، أكبر مجموعة غذائية في العالم، من أن العالم سيواجه أزمة غذاء أسوأ مما حدث في عام 2008 في ظل مساحة الأرض المخصصة لإنتاج الوقود الحيوي بدلا من الغذاء. وقال بيتر برابك لصحيفة نمساوية في مقابلة نشرت مؤخرا إن «منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «فاو» أقرت بما كنت أدعو إليه منذ أعوام، أي أنه لا ينبغي استخدام الغذاء في إنتاج الوقود الحيوي، فالغذاء يخسر مساحات كبيرة من الأراضي». وأضاف «لكن هناك جماعات ضغط قوية ودعم هائل وراء ذلك، لذا أتوقع أزمة غذاء ومجاعة أشد مما حدث في عام 2008». وكثفت منظمة الفاو الشهر الحالي الضغط على الولاياتالمتحدة لتغيير سياستها الخاصة بالوقود الحيوي بسبب خطر أزمة غذاء عالمية. وكانت الفاو قد أعلنت أن أسعار المواد الغذائية العالمية ارتفعت في يوليوز المنصرم بنسبة 6 بالمائة عما كانت عليه في يونيو المنصرم بعد انخفاضها لثلاثة اشهر متتالية، خصوصا بسبب ارتفاع أسعار الحبوب والسكر. ومنذ أسابيع تشهد أسعار المواد الأولية الزراعية، وخصوصا الحبوب والزيوت، ارتفاعا كبيرا في أوروبا وفي بورصة شيكاغو تحت ضغط التقلبات المناخية المتزامنة في الدول المنتجة الكبرى. وبلغ مؤشر الفاو لأسعار الحبوب معدل 260 نقطة بزيادة 38 نقطة عن شهر يونيو، لكنه أقل ب14 نقطة عن المستوى القياسي، الذي وصل إليه في سنة 2008، التي شهدت اضطرابات مرتبطة بالجوع في عدد كبير من دول العالم، وهو 274 نقطة. وفي الولاياتالمتحدة أدى الجفاف الى أضرار جسيمة في زراعات الذرة، مما أضر بالمحاصيل المتوقعة وأدى إلى رفع أسعار هذه المادة بنسبة 23 بالمائة في يوليوز الماضي. وارتفعت أسعار القمح 19 بالمائة أيضا وسط توقعات بإنتاج أسوأ مما كان مرتقبا في روسيا بينما يفترض أن يبقى الطلب معززا بسبب الاحتياطات المحدودة من الذرة. كما أن أسعار السكر ارتفعت في يوليوز بسبب التقلبات المناخية في البرازيل أكبر مصدر لهذه المادة في العالم، وكذلك في الهند وأستراليا. في المقابل سجلت أسعار اللحوم تراجعا للشهر الثالث على التوالي مع انخفاض المؤشر ثلاث نقاط. وطال الهبوط أنواع اللحوم الأساسية، حيث انخفضت أسعار لحوم الأبقار والغنم والدجاج بنسبة واحد بالمائة. وبقيت أسعار منتجات الألبان مستقرة في يوليوز بالمقارنة مع يونيو بعد تراجع خمسة أشهر على التوالي، لكنها متضاربة تبعا للمنتجات، فأسعار مسحوق الحليب سجلت ارتفاعا خلافا للزبدة ومشتقات الألبان. وقالت الفاو إن أسعار منتجات الألبان تراجعت بنسبة 16 بالمائة منذ بداية العام، وخصوصا الزبدة (-27 بالمائة).