بإعلان الحكومة استعدادها لتوظيف الأساتذة المتدربين على دفعتين دون المساس بالمرسومين، يطرح السؤال عن الصيغة التي ستتفادى بها الحكومة احتجاجات الأفواج المقبلة من الأساتذة المتدربين. "هيومان رايتس ووتش" تحمل حكومة بنكيران مسؤولية تعنيف الأساتذة في هذا الصدد، كشف مصدر مطلع لموقع اليوم 24 أن الحكومة ستلزم الأساتذة المتدربين من الأفواج المقبلة بتوقيع التزام يتضمن فصل التكوين عن التوظيف لتفادي أي احتجاجات مستقبلية. وأوضح المصدر أن التنازل التي قدمته الحكومة بالنسبة للفوج الحالي، وقبول توظيفه جاء بسبب الثغرات القانونية التي رافقت تنزيل المرسومين، فضلا عن الدعم الشعبي والنقابي الذي حظيت به قضيتهم. وتعول الحكومة مستقبلا على إقناع النقابات بجدوى المرسومين، خصوصا المرسوم القاضي بفصل التكوين عن التوظيف لنزع الغطاء الشعبي والسياسي على أي احتجاجات مستقبلية. المصدر ذاته، أكد أيضا أن الحكومة عازمة على الرفع من عدد المكونين بالمراكز الجهوية للتربية والتكوين بغية إدماجهم في القطاع الخاص لتشجيع التشغيل الذاتي ومحاربة البطالة في صفوف حاملي الإجازات بمختلف التخصصات الجامعية. وكان وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة قد دعا، في ندوة صحفية أمس الخميس، عقب اجتماع المجلس الحكومي الأساتذة المتدربين إلى تحمل مسؤوليتهم في استمرار مقاطعة الدراسة، مبرزا أنه إذا لم يعودوا للدراسة بعد العطلة فسيصبح من المستحيل انقاد السنة الدراسية، لأن الحكومة استنفذت كل الإمكانيات. وكان الأساتذة المتدربون قد رفضوا مقترح توظيفهم على دفعتين دون اسقاط المرسومين. ويخوض أساتذة الغد منذ أشهر إضرابا مفتوحا عن الدراسة، كما نظموا عددا من المسيرات، كان آخرها مسيرة الأحد الماضي، مطالبين بإسقاط مرسومي وزير التربية الوطنية، رشيد بلمختار. وأثار تعرض بعض مسيرات الأساتذة المتدربين، في وقت سابق، للقمع من قبل القوات الأمنية موجة من التعاطف والتضامن الشعبي مع ملفهم مما جعل القضية تشق مسارا آخر.