كشفت مصادر مطلعة ل"اليوم24" أن حالة من الاستنفار الأمني القصوى شهدتها منطقة "بين لجراف" على مشارف مدخل مدينة السعيدية ليلة أول أمس، وهي منطقة متاخمة للحدود الجزائرية وقالت المصادر ذاتها أن سبب الاستنفار الذي استدعى الحضور الشخصي لعامل إقليمبركان، والكولونيل الجهوي للدرك، هو وجود سيارة مجهولة مركونة على قارعة الطريق أثارت الشكوك في صفوف الأجهزة الأمنية. وذكرت المصادر ذاتها أن إخبارية توصل بها العامل من الباشا تخبره بان سيارة من نوع "داسيا" مسجلة بمدينة الدارالبيضاء توجد في وضعية مشبوهة لساعات على قارعة الطريق بالقرب من الحدود مع الجزائر، قبل أن يلتحق إلى عين المكان رفقة الكولونيل الجهوي للدرك الملكي لتتبع عملية تفتيش السيارة المذكورة، وحجزها بعد ذلك. "المكان الذي وجدت فيه السيارة جعل من جميع الاحتمالات ممكنة، لكن بعد تفتيش السيارة تبين أنها مكتراة من الدارالبيضاء، ولم يتم العثور بداخلها على أية وثائق"، يقول مصدر حضر عملية تفتيش السيارة قبل أن يضيف في تصريح ل"اليوم24" أن في لحظة من اللحظات سادت حالة من الترقب والتوجس أثناء الشروع في التفتيش، لكن سرعان ما رجح الجميع فرضية أن تكون السيارة مسروقة، وكانت موجهة للتهريب إلى الجارة الجزائر، حيث يتم تهريب العشرات من السيارات بهذه الطريقة سنويا، وتعتبر السيارات المكتراة أهم السيارات التي يتم تهريبها إلى الجزائر. وعن السبب المفترض لترك السيارة المذكورة بالمكان المذكور رجح نفس المصدر أن يكون للأمر علاقة بحالة التشديد على الحدود في كلا الطرفين، وهو ما حذا بأصحابها إلى التخلص منها في تلك المنطقة، غير أن التحقيق الذي باشرته المصالح الأمنية تحت إشراف النيابة العامة المختصة بمدينة بركان، "سيكشف عن الدواعي الحقيقية للتخلص من السيارة بهذه المنطقة الحساسة".