لا يزال الخوف والهلع يُسيطران على ساكنة الريف، بعد تسجيل هزات أرضية، خلال الساعات الأولى من صباح أمس الاثنين، وهزة أخرى ما بعد الزوال، ذلك أن كثيرون من سكان الناظوروالحسيمة والنواحي، اضطروا إلى مغادرة مدينتهم خوفا من الأسوء. وأفادت مصادر محلية ل"اليوم24″، أنه وفي مقابل الأسر التي اختارت السفر بعيدا عن المدن التي شهدت هزات أرضية، ظلت أغلب العائلات في منازلها، عدد كبير منهم ظلوا جالسين على عتبات البيوت في حالة استنفار وترقب ويقظة. وتحدى عدد من المواطنين الزلزال، حيث قام أصحاب السيارات بإعداد سياراتهم الخاصة، وقضوا ليلتهم داخلها، كما أن أغلب الشباب فضلوا التأخر كثيرا بالخارج تحسبا لأي طارئ. شاهد أيضا * العماري يصل الحسيمة بطائرة خاصة ويتفقد أحد ضحايا الزلزال » * الإعلام الرسمي يتجاهل الزلزال والمغاربة يتابعونه على القوات الأجنبية » وأضافت المصادر المحلية ذاتها، أن الكثير من الأسر ببني بوعياش وبوكيدارن نصبت خياما في الخلاء، وقضوا ليلة باردة جدا تحت أضواء القمر، في غياب تام للمسؤولين. ولعل أكبر المتضررين من الهزات الأرضية، هم الاطفال والعجزة. وأفاد سعيد بدران، أستاذ باحث في علم الزلازل، في حديث سابق مع "اليوم24″، أن منطقة الحسيمة على موعد مع الزلزال كل 10 سنوات، وهو زلزال تختلف قوته ومكان ضرباته. وفسر بدران، وفسر بدران توقعاته بأن الموقع الجغرافي لمنطقة الناظوروالحسيمة يوجد على مفترق بين اثنين من الشقوق الزلزالية الرئيسية. واعتبر أستاذ باحث في علم الزلازل أن الهزات الأرضية التي شهدتها منطقة الحسيمةوالناظور تبقى أقل قوة عن الهزة الأرضية التي سجلت في منطقة الحسيمة في عام 2004 وأودت بحياة أزيد من 628 شخصا، واصابة 926 بجروح بالغة، وأزيد من 15230 بدون مأوى، حيث إن الهزة الأرضية ضربت في البر وبالقرب من المناطق الأهلة بالسكان. وأضاف المتحدث ذاته أن الهزتين، اللتين سجلتا صباح أمس الاثنين، ضربتا في عمق البحر، مشبها بالهزة التي وقعت في عام 1994 في الحسيمة وبلغت قوتها ست درجات، وقتلت اثنين على الأقل وأصابت عشرات. واهتزت مدينة الحسيمة عدة مرات، كان أبرزها عامي 1910 و1927، لكن الهزة الأرضية لعام 2004 تعتبر الأعنف في تاريخ المغرب بعد زلزال 1960 الذي شهدته مدينة أكادير.