على عكس ما كان منتظرا، بعد اتهامه بكونه من يقف وراء تنظيم عملية ضخمة لتهريب المخدرات، قررت ابتدائية العرائش، مساء أول أمس الاثنين، إطلاق سراح عمر.ك، الذي تم وصفه ب"العقل المدبر" لعملية تهريب حوالي 24 طنا من المخدرات بشواطئ العرائش، وذلك بعد تبرئته من قبل أربعة مدانين سبق لهم أن اتهموه أثناء أطوار المحاكمة، بالوقوف وراء العملية، وكذا بعد تقديم الدفاع ل3000 وثيقة تثبت مراكمته لثرواته من مصادر مشروعة. وكان عمر.ك قد سارع إلى تسليم نفسه إلى الدرك الملكي بطنجة، منتصف شهر أكتوبر 2015، مباشرة بعد مرور خمسة أيام عن النطق بالحكم الاستئنافي ضد المتهمين بتهريب 23 طنا و800 كيلوغرام من الحشيش، وذلك بعدما أكدت والدة أحد المعتقلين الأربعة، لعائلة عمر، أن ابنها أخبرها بأن ضميره يؤنبه منذ إدانته استئنافيا ب7 سنوات سجنا نافذا، بسبب اتهامه لعمر ظلما، وأنه يعتزم البوح بالحقيقة، ليتخذ المعتقلان الآخران نفس القرار، حيث ألحوا على تبرئة مما سبق لهم أن اتهموه بكونه "العقل المدبر" لأضخم عملية تهريب تشهدها شواطئ العرائش. ولتأكيد براءة "المشتبه فيه"، طالب دفاعه بإحضار معتقل آخر، ويتعلق الأمر بربان مركب "الديكي 2" الذي تبين فيما بعد أنه مسجل في اسم طفلة صغيرة، والذي حجزت فوقه أطنان المخدرات، حيث تم استقدام المعتقل من سجن بعيد، للاستماع إلى أقواله، و نفى علاقة عمر بالعملية، التي اعتقل على إثرها 14 شخصا وزعت عليهم محكمة الاستئناف 76 سنة سجنا، حيث تراوحت الأحكام بين 4 و10 سنوات سجنا نافذا، كما أدلى الدفاع ب3000 وثيقة تثبت أن مصدر ثروات موكله لا علاقة له بتجارة وتهريب المخدرات. وتعود تفاصيل أكبر عملية لتهريب المخدرات إلى 23 يناير من السنة الماضية، وذلك إثر مطاردة هوليودية، شبيهة بأفلام العصابات، استعملت فيها "مروحية" و"زوارق نفاثة"، ودارت أطوارها "المثيرة للغاية"، بشواطىء العرائش، وذلك بين البحرية الملكية والدرك البحري من جهة، ومهربين كبار للمخدرات من جهة ثانية، وأسفرت عن حجز مركب للصيد التقليدي "الديكي 2′′ وعلى متنه 23 طنا و800 كيلوغرام من الحشيش، وستة زوارق نفاثة بنقط متفرقة على طول الشواطئ الممتدة بين العرائش ومولاي بوسلهام.