بعد يومين عن "مجزرة" الأساتذة المتدربين، بدأت "جهات" مسؤولة تروج أخبار تتهم جماعة العدل والإحسان بالوقوف وراء تطور احتجاجات الأساتذة المتدربين، مستغلة قاعدتها الشعبية الواسعة في الجامعات الوطنية ومراكز تكوين الأساتذة. اخرها، بلاغ لوزارة الداخلية لمح الى أن احتجاجات الأساتذة كانت ب"تشجيع من بعض الأطراف التي اعتادت الركوب على بعض المطالب الفئوية لإذكاء الفوضى"، في إشارة الى جماعة العدل والإحسان. ووفق مصدر مسؤول، لليوم 24، فإن جماعة العدل والإحسان، "تحاول الركوب على الاحتجاجات، منذ مدة، وبدأت بالاحتجاجات التي شهدتها مدينة طنجة ضد ارتفاع فواتير الماء والكهرباء، وكذلك الحركات المطلبية بين عمال الفوسفاط". وأضاف ذات المصدر، أن الجماعة "تراهن على الاحتقان الاجتماعي وتأجيجه لترويج صور "البلد المستبد"، مشيرا إلى أن الجماعة "تركب على الاحتجاجات الاجتماعية طريق تقديم نفسها كفاعل أساسي من أجل ضرب السلم الاجتماعي". وكان عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة، قد صرح في جواب عن تساؤلات شباب حزبه في الملتقى الأول لشباب العالم القروي الذي نظمته شبيبة المصباح في أوريكا، الأسبوع الماضي، أن ملف الأساتذة المتدربين تستغله أطراف آخرى التي لاتهمها مصلحة أساتذة الغد. من جانبه، اعتبر حسن بناجح القيادي بجماعة العدل والإحسان، هذه الاتهامات "كلام فارغ"، داعيا الدولة الى تحمل مسؤوليتها الكاملة وإيجاد حلول لمطالب المغاربة الذين يخرجون الى الشارع من أجل الاحتجاج بشكل سلمي، من بينهم الأساتذة المتدربين الذين خرجوا اخيراً في عدد من المدن المغربية للمطالبة بإسقاط "مرسومي بلمختار"، وقبلهم كان مواطنون من طنجة احتجوا في الشارع على غلاء فواتير الماء والكهرباء، ثم الأطباء الداخليون والمقيمون. وأضاف بناجح، في تصريح لليوم 24، أن الدولة تريد من خلال اتهام الجماعة بالوقوف وراء احتجاجات المواطنين الاجتماعية، "تبرير انتهاكاتها الفضيعة والتي يندى لها الجبين"، مطالبا بفتح تحقيق لمعرفة المسؤول عن التدخل العنيف في حق الأساتذة وإعلان نتائجه للرأي العام. ويرى بناجح ان من يوجه أصابع الاتهام للجماعة باستغلال المطالب الاجتماعية، "يحقر من قيمة المواطن المغربي الذي خرج الى الشارع للاحتجاج بشكل سلمي للمطالب بحقوقه المشروعة"، مشيرا الى أن هناك تناقض في هذه الاتهامات حيث أن الدولة تقول ان الجماعة تعيش في عزلة وغير موجودة، وفي نفس الوقت تتهمها باستغلال وتهيج المواطنين الذين يخرجون للاحتجاج.