كيف تحولت وقفات احتجاجية لأساتذة متدربين إلى مواجهات عنيفة مع رجال الأمن؟. لفهم ما جرى من احتقان في خمس مدن مغربية مع الطلبة الأساتذة وغيرها من المطالب الاجتماعية، سواء في طنجة في قضية أمانديس أو في المطالب الاجتماعية لعمال الفوسفاط لا بد من الوقوف على خمس مدخلات لفهم تطور الأحداث في قضية الأساتذة المتدربين: أولا: هناك تباعد وجهات النظر بين طرفي الخلاف، أي بين الحكومة التي أكدت عدم التراجع نهائيا عن المرسومين، وبين الأساتذة المتدربين الذين يتشبثون بالشارع لتحقيق مطالبهم؛ ثانيا: الاستغلال السياسي للمطالب الاجتماعية من طرف حركات الإسلام السياسي، وتحديدا جماعة العدل والإحسان، التي استغلت قاعدتها الشعبية الواسعة في الجامعات الوطنية ومراكز تكوين الأساتذة لتسييس هذا الملف؛ ثالثا: الجماعة خرجت من باب التدافع الجماهيري إلى الشارع أيام حركة 20 فبراير، وتحاول الرجوع إليه من نافذة الحركات الاحتجاجية ذات الطابع الاجتماعي، وهو أسلوب انتهجته العدل والإحسان في مسيرات الاحتجاج ضد شركة "أمانديس"، وفي بعض الحركات المطلبية لعمال الفوسفاط....؛ رابعا: الجماعة تحاول استغلال المطالب الاجتماعية لضمان مبررات وجودها، المتمثل حسب عقيدتها في محاربة الفساد الاستبداد، ولذلك فهي تراهن على الاحتقان الاجتماعي وتأجيجه لتصوير الدولة في صور المستبد. خامسا: تحاول جماعة العدل والإحسان من خلال الركوب على هذه الأحداث استهداف السلم الاجتماعي بالمغرب، وذلك عن طريق تقديم نفسها كفاعل أساسي يحتكر لغة ونبض الشارع. * أستاذ باحث في العلوم السياسية