لازال المجلس الدستوري، لم يصدر قراره بعد في شأن الاستقالة الغريبة لبرلمانية حزب الأصالة والمعاصرة في الغرفة الثانية، مليكة فلاحي. هذه السيدة الدكالية البسيطة التي تنحدر من دوار بني عامر، بسيدي بنور، ولجت قبة مجلس المستشارين، ضمن لائحة الجماعات المحلية للبام، وأثارت الانتباه خلال جلسة التصويت على رئيس مجلس المستشارين، سواء بلباسها، أو بتأخرها في معزل التصويت، حيث تبين أنها لا تتقن الكتابة، ما جعل صوتها يُلغى مرتين. لكن لا أحد كان يتصور أن تقدم استقالتها بهذه البساطة. فكيف يمكنها أن تتنازل عن تعويضات تصل إلى 39 ألف درهم شهريا، وهي الفلاحة وربة البيت البسيطة. أكثر من مصدر من برلمانيي الأصالة والمعاصرة قالوا ل»اليوم24، إن سبب الاستقالة «شخصي»، مرتبط، أساسا، بشعور المرأة بالإحباط نتيجة ما حصل في جلسة التصويت على الرئيس. من هؤلاء البرلماني ورئيس لجنة العدل والتشريع، بالغرفة الثانية عبد السلام بلقشور، الذي كان وكيل اللائحة التي توجد فيها البرلمانية المستقيلة. حسب بلقشور، فإن البام سعى إلى «تعزيز الغرفة الثانية بصوت نسائي من البادية»، لكن هذه المرأة البدوية «قدمت استقالتها، ورفضت التراجع عنها رغم إلحاحنا عليها بالتراجع». حسب مصادر من البام، فإن قيادات من الحزب مثل إلياس العمري، ومصطفى الباكوري حاولوا إقناعها بالتراجع عن استقالتها، لكنها رفضت. والآن، الأنظار متجهة إلى من سيخلفها في حالة قبول استقالتها. في هذا السياق، فإن الاجتهاد الذي دأب عليه المجلس الدستوري، هو إعلانه قبول استقالتها، وخلافتها من طرف الذي يليها، ويتعلق الأمر بالثالث في اللائحة إدريس بلخدير، وهو أيضا فلاح من سيدي بنور. لكن هناك من يقول إن المجلس الدستوري، قد يختار المرأة الرابعة في اللائحة، مادام المنصب يخص امرأة، وهنا فإن المرأة المعنية هي نجاة كمير، وهي أستاذة تعليم.. وفي انتظار صدور قرار المجلس الدستوري، بعدما أحال مكتب مجلس النواب الاستقالة عليه، تبقى التساؤلات مطروحة حول هذه الاستقالة الغريبة، وما إذا كان وراءها ما وراءها، من خبايا. عبد السلام بلقشور، الذي يعرف هذه السيدة جيدا، قال ل» اليوم24: «هذه امرأة لها سمعة طيبة في القبيلة ولا تنظر إلى البرلمان كأجرة تأخذها في نهاية الشهر».. لكن كل شيء يبقى واردا