قالت الرئاسة التركية اليوم الجمعة إن تعليقات للرئيس رجب طيب إردوغان عن نظام الحكم في ألمانيا خلال حقبة أدولف هتلر، قد أسيء تفسيرها وإنه لم يقصد أن هذا الحكم نموذج لنظام رئاسي فعال. وحين سئل إردوغان لدى عودته من زيارة للسعودية في ساعة متأخرة مساء أمس الخميس، إن كان النظام الرئاسي ممكنا مع الحفاظ على وحدة الدولة قال "هناك نماذج بالفعل في العالم. يمكنكم رؤية ذلك إذا نظرتم إلى ألمانيا في عهد هتلر." وأضاف للصحفيين وفقا لتسجيل نشرته وكالة أنباء دوجان "هناك أمثلة أخرى لاحقة في العديد من الدول الأخرى." ويريد إردوغان تغيير الدستور التركي لتحويل الرئاسة من منصب شرفي إلى تنفيذي على غرار المعمول به في الولاياتالمتحدة أو فرنسا أو روسيا. وقالت الرئاسة في بيان "حديث إردوغان عن ألمانيا في عهد هتلر تعرض للتحريف على أيدي بعض مصادر الأخبار واستخدم في سياق مغاير." وأضافت الرئاسة أن تعليقات إردوغان كانت تهدف لتوضيح أن الرئاسة التنفيذية يمكن تطبيقها في بلد ذي سلطة مركزية ولا تعتمد على نظام الحكومة الاتحادية وإنه لا النظام الرئاسي ولا البرلماني يمثل ضمانة ضد إساءة استخدام السلطة." وقال البيان "إذا أسئ استخدام النظام فقد يؤدي لحكم سيئ يقود إلى كوارث مثلما حدث في عهد هتلر.. الشيء المهم هو الحفاظ على الحكم العادل الذي يخدم الأمة" مضيفا أن من غير المقبول الإشارة إلى أن إردوغان كان يضرب بألمانيا النازية المثل على النظام الإيجابي. ويضع حزب العدالة والتنمية في تركيا الذي أسسه إردوغان صياغة دستور جديد في صدارة جدول أعماله بعد أن استعاد الأغلبية البرلمانية في انتخابات جرت في نوفمبر تشرين الثاني. واتفق حزب العدالة والتنمية يوم الأربعاء الماضي مع حزب الشعب الجمهوري وهو حزب المعارضة الرئيسي على إحياء الجهود لوضع دستور جديد. وتتفق أحزاب المعارضة على الحاجة لتغيير الدستور الحالي الذي كتب بعد انقلاب عسكري في 1980 ولا يزال يحمل بصمات من صاغوه من العسكريين لكنهم لا يدعمون النظام الرئاسي الذي يريده إردوغان خشية أن يضع سلطات أكثر مما يجب في يدي زعيم ينزع إلى التسلط.