بعد الأحداث الدامية، التي عاشتها فرنسا خلال هذا العام، رصد المركز الأورمتوسطي للهجرة والتنمية أن ظاهرة الإسلاموفوبيا ارتفعت على نحو مقلق، وانتقلت من الخطاب التحريضي إلى حد الهجوم على المساجد والاعتداءات الجسدية والنفسية على الجاليات المسلمة وغيرهما. وأظهر تقرير "التمييز والإسلاموفوبيا في هولندا"، الذي تمت قراءة مضامينه خلال الندوة التي انعقدت في مقر المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، صباح اليوم الجمعة، أن الأحداث الإرهابية التي استهدفت مجموعة من الدول الأوربية أعطت فرصة لفائدة بعض المتطرفين لارتكاب أعمال عنف جسدية ونفسية ضد أبناء الجاليات المسلمة، بمن فيهم المغاربة، والاعتداء على المحجبات في الأماكن العامة، ورفض تشغيل الشباب الذين يحملون أسماء شخصية مثل "محمد وأحمد وفاطمة وغيرهم". ودعا المشرفون على مركز "emcemo" إلى ضرورة فرض عقوبات رادعة على مرتكبي أعمال عنف ضد المسلمين، واعتبار الإسلاموفوبيا نوعا من التمييز العنصري على غرار معاداة السامية والهوموفوبيا. وفيما يخص المعطيات المتوفرة حول عدد الحوادث، التي وقعت خلال هذه السنة، فإن نسبتها ارتفعت مقارنة مع سنوات مضت، وتحديدا في المدن الصغيرة والمتوسطة، إذ تعرض 39 مسجدا ل55 حادثة، عشرة منها متعلقة بإشعال الحرائق، وأن البنايات الجديدة المخصصة للعبادة، وتلك التي في طور البناء، كانت أكثر استهدافا من تلك القديمة. وعلى الرغم من أن الأضرار المادية كانت كبيرة ووصلت نسبتها إلى 85 في المائة، إلا أن 58 في المائة من المسلمين تضرروا نفسيا جراء هذه الأعمال، بالإضافة إلى الأضرار الاجتماعية، بحيث كان لها انعاكس سلبي على مسلسل الاندماج وبرامج محاربة التطرف وسمعة هولندا في الخارج.