أماطت تقارير حقوقية في أوروبا صدرت يوم الخميس 21 مارس 2013، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمناهضة التمييز العنصري الذي يصادف 21 مارس من كل سنة، «اللثام» عن حقيقة التمييز الذي يستهدف المسلمين على نطاق واسع في العديد من الدول الأوروبية، وتجذر «الإسلاموفوبيا» في القارة العجوز. فقد خلص أول مسح على الأقليات المسلمة في أوروبا أجرته الشبكة الأوروبية لمناهضة العنصرية، إلى أن الأحكام السلبية المسبقة ضد المسلمين كانت في كثير من الأحيان أكثر وضوحا مقارنة بالأقليات الدينية أو العرقية الأخرى، وأشار المسح، إلى أن مظاهر «الإسلاموفوبيا» تشمل التمييز والعنف ضد المسلمين والاحتجاجات ضد بناء المساجد حتى في الدول مثل بولندا حيث استقرت الأقليات المسلمة منذ قرون، وأظهر أن المرأة المسلمة تتعرض إلى تمييز مزدوج على أساس الدين والجنس، مبرزا أن 85 في المائة من أشكال الكراهية تستهدف النساء، ومضيفا أن التمييز ضد المسلمين يؤثر في الحصول على التعليم والسكن والعمل وطريقة التعامل معهم من جانب الشرطة ونظم العدالة الجنائية. في بلجيكا، أكد تقرير للفيدرالية الأوروبية للمنظمات العاملة في مجال محاربة العنصرية، تزايد مظاهر العداء للإسلام والمسلمين في بلجيكا، ولفتت في تقريرها إلى أن العداء للإسلام هو من أوضح مظاهر العنصرية التي تظهر في البلاد ذات الحضور القوي للجالية المغربية، والتي تشهد تصاعدا ملحوظا في السنوات الأخيرة، حيث يتعرض حوالي 600 ألف مسلم مقيم في بلجيكا لمختلف أشكال العنصرية والتمييز خصوصا في مجالات العمل والتربية والخدمات العامة. وذكر التقرير، أن 80 في المائة من الشكاوى المقدمة بخصوص التمييز على أساس الدين تأتي من المسلمين، حيث يتعرض المسلمون للتمييز في أماكن العمل والمؤسسات التعليمية، هذا بالإضافة إلى الإساءات الموجهة لهم في وسائل الإعلام، وسجل إقصاء فتيات محجبات من المدارس على أساس مظهرهن، في وقت يغيب فيه أي تشريع أو قانون واضح حول هذا الموضوع. وحسب نص التقرير، دعت الفيدرالية الأوروبية السلطات البلجيكية إلى «العمل على تفعيل احترام الحريات الأساسية، بما في ذلك حرية الأديان، والتصدي لما يتعرض له الطلاب المسلمون من مضايقات في المدارس والمؤسسات التعليمية». من جهتها، دقت اللجنة الوطنية الفرنسية للاستشارة حول حقوق الإنسان في تقرير لها «ناقوس الخطر» بشأن ما أسمته ارتفاع نسب التمييز العنصري ضد المسلمين ب 30 في المائة السنة الماضية، وأكد التقرير، أن غالبية الفرنسيين يعتبرون المسلمين تهديدا للمجتمع، كما أشار إلى أن نسب معاداة الإسلام ارتفعت بشكل «خطير» . يذكر، أنه في 21 مارس 1960 قتل 69 متظاهرا من السود في مظاهرة سلمية ضد قوانين الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، ونتيجة لذلك أعلنت الأممالمتحدة في 21 مارس 1966 «اليوم العالمي للقضاء على التمييز العنصري».