عاد الحديث مجددا عن نزعة العنصرية المتجذرة لدى نسبة مهمة من الإسبان تجاه المغاربة في سبتةالمحتلة، خاصة، وفي إسبانيا، بصفة عامة. وقد تجلّت آخر مظاهر «الإسلاموفوبيا أو «الخوف من الإسلام»، في تصريحات رسمية صدرت عن كارولينا بيريث، مستشارة الشؤون الخارجية في حكومة مدينة سبتةالمحتلة، قبل يومين، ضد مغاربة المدينة، حيث أثارت تصريحات بيريث جدلا كبيرا داخل أوساط مغاربة سبتة، ما أجبرها على تقديم استقالتها من الحكومة المحلية. وذكرت المستشارة، المنتمية إلى الحزب الشعبي الإسباني المحافظ، في مداخلتها أمام لجنة في مجلس الشيوخ لإسباني حول المواطنين المسلمين في سبتة، أن مغاربة سبتة «يفرضون ثقافتهم» «وليسوا بصدد الانخراط التام داخل المجتمع الإسباني»، مضيفة أن «معظمهم عاطل عن العمل وغير مؤهلين على الإطلاق». وتزامنا مع ذلك، صدر خلال الأسبوع الجاري تقرير عن «شبكة مساعدة ضحايا الميز لأسباب عرقية أو دينية»، يكشف أن المهاجرين المغاربة، يليهم الغجر والمتحدرون من إفريقيا جنوب الصحراء، هم أكثر الفئات تعرضا للميز والعنصرية الإسبانيين. وأفادت هذه الشبكة، المكونة من 105 فروع في أغلب أنحاء التراب الإسباني، لائحة من يقومون بممارسات تمييزية تجاه المهاجرين المغاربة داخل المؤسسات العمومية، من قوات الأمن والأشخاص العاديين، وخصوصا في أوساط العمل. ويقول المراقبون إن ظاهرة «الإسلاموفوبيا» وكراهية المغاربة في التراب الإسباني أصبحت شبهَ عادية، كما سبق أن كشف تقرير أنجزه الاتحاد الأوربي أن 23 ألفا و500 شخص من أعضاء الأقليات العرقية والمهاجرين، أي نحو 31 في المائة من المسلمين في الاتحاد الأوربي، يشعرون بأن تمييزا مورس ضدهم في 2008، مشيرا إلى أن 54 في المائة من المهاجرين في إسبانيا يتعرضون للميز. وحسب نتائج المسح الذي أجرته «وكالة الحقوق الأساسية»، التابعة للاتحاد الأوربي، يعتقد 10 في المائة من المسلمين الذين تعرضوا لإجحاف أن «سببه الوحيد هو معتقداتهم الدينية»، في حين يشعر أكثر من النصف أن أصولهم العرقية كانت السبب في التمييز ضدهم. وتنتشر ظاهرة التمييز ضد المهاجرين في دول الاتحاد الأوربي، ويظهر ذلك واضحا في عدد من الدول الأعضاء في المجموعة الأوربية الموحدة، ومنها على سبيل المثال بلجيكا، فرنساوإسبانيا وإيطاليا، حسب ما أشارت إليه نتائج التحقيق الذي همَّ شريحة واسعة من المهاجرين القاطنين في الدول ال27 الأعضاء. وأشارت النتائج التي نُشِرت في العاصمة البلجيكية بروكسيل إلى تفاقم إحساس المهاجرين بالتمييز الذي يمارس ضدهم، موردة أن 78% من القادمين من المغرب أو شمال إفريقيا والمقيمين في بلجيكا أكدوا أن التمييز على أساس الأصل العرقي يعد أمرا شائعا في هذا البلد، بينما ترتفع هذه النسبة إلى 94 في المائة في إيطاليا. أما في فرنسا فتبلغ نسبة المهاجرين القادمين من المغرب وشمال إفريقيا، الذين يشعرون بالتمييز، 88 في المائة، وتنخفض في هولندا إلى 66 بفي المائة وإسبانيا إلى 54 في المائة.