في الثلاثين من دجنبر عام 2000، ثاني أيام الانتفاضة الفلسطينية، تابع الملايين قصة استشهاد الطفل الفلسطيني محمد الدرة، الذي كان مختبئا رفقة والده وراء برميل إسمنت في أحد شوارع غزة، في مشهد لن يغيب عن الذاكرة. والد محمد، جمال الدرة، كان ذاهبا في ذاك اليوم إلى سوق السيارات بغزة رفقة ابنه محمد، الذي كان يبلغ من العمر 12 سنة، وعند وصولهما إلى شارع صلاح الدين، غرب غزة، قرب مستوطنة نتساريم، كانت الاشتباكات على أشدها بين متظاهرين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية، ما جعل جمال يمسك بيد ابنه، مقررا العودة إلى البيت، لكنه فوجئ بطلقات الرصاص تنهال عليهما من برج عسكري إسرائيلي.وسارع الاثنان، إلى الاختباء وراء كتلة اسمنتية على شكل برميل، وحاول الأب الإشارة إلى الجنود الإسرائيليين من أجل التوقف عن إطلاق النار، لكنهم لم يعيروه اهتماما وتوجهوا نحوه، وحاول جمال حماية ابنه من طلقات الرصاص الغاضبة، إلا أنه لم ينجح في ذلك، فأصابته وابنه عدة رصاصات في مشهد مروع نقلته عدسة المصور الصحافي طلال أبو رحمة، مراسل وكالة الأنباء الفرنسية. فيديو: أثار هذا الفيديو والصور، عاصفة ردود الفعل المستنكرة، ولقساوة المشهد، أصبح أيقونة للنضال الفلسطيني. لكل صورة.. أكثر من حكاية