عاد شبح الإصابات ليخيم في سماء فريق بايرن ميونيخ الألماني فبعد آريين روبن، دافيد آلابا، ماريو غوتسه، دوغلاس كوستا وخوان بيرنات، اتسعت قائمة المصابين في الفريق البافاري لتشمل المدافع المهدي بنعطية والفرنسي فرنك ريبيري. وقد أثار هذا الأمر كثيرا حفيظة المدرب بيب غوارديولا الذي علق على الأمر بالقول "على هذا النحو لا يمكننا المنافسة". ويخشى غوارديولا أن يتكرر سيناريو الموسم الماضي، حيث افتقد الفريق البافاري لمجموعة من اللاعبين الأساسيين في وقت كان في أمس الحاجة لهم وهو ما جعل بايرن ميونيخ يفشل في بلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا ويودع المسابقة في دور النصف النهائي. وحول الوضع الحالي لفريقه يقول غوارديولا "يمكننا أن نفوز في مباراة أو مبارتين" لكن حلم تحقيق الثلاثية الذي يراهن عليه غوارديولا مع بايرن ميونيخ في هذا الموسم والذي قد يكون الأخير في مسيرة الكاتالوني مع الفريق، قد يتحطم من جديد بسبب كثرة الغيابات. "نحن نحتاج للاعبين، والآن ليس لدينا لاعبون". يضيف غوارديولا بامتعاض كبير.
ريبيري وبنعطية تطاردهما الإصابات ويبدو أن لعنة الإصابات تطارد على وجه الخصوص اللاعبين ريبيري وبنعطية، فلا يكاد هذان اللاعبان أن يعودا للملاعب حتى يجدا أنفسهما مرة أخرى في عيادة الفريق لتلقي العلاج من إصابة جديدة. فقد تأكد غياب النجم الفرنسي عن صفوف فريق بايرن ميونيخ حتى نهاية العام. وعانى ريبيري من إصابة عضلية خلال مشاركته في المباراة أمام دينامو زغرب الكرواتي الثلاثاء الماضي في الجولة السادسة الأخيرة من مباريات دور المجموعات ببطولة دوري أبطال أوروبا. وكان ريبيري قد عاد إلى الملاعب مؤخرا بعد التعافي من إصابة في الكاحل، حيث شارك من مقعد البدلاء في الدقيقة 75 من المباراة أمام بوروسيا مونشنجلادباخ مساء السبت وسجل هدفا بعد ست دقائق من مشاركته في المباراة التي انهزم فيها الفريق البافاري 3 / 1 . كما أعلن بايرن ميونيخ أن المدافع المغربي المهدي بنعطية بدوره سيغيب عن الملاعب ثلاثة أسابيع، بسبب الإصابة التي تعرض لها الأربعاء الماضي في مباراة دينامو زغرب الكرواتي. وسيفتقد الفريق الألماني لخدمات بنعطية فيما تبقى من مباريات هذه السنة بسبب التمزق العضلي في الفخذ، ولن يعود قائد المنتخب المغربي إلى تعزيز صفوف فريقه إلا بعد نهاية العطلة الشتوية. وتكررت إصابات بنعطية منذ التحاقه بالفريق البافاري الموسم الماضي، علما أنه غاب لشهرين وعاد مؤخرا للمنافسة لكنه يضطر للغياب مجددا، ما جعل فعاليات البايرن تتأسف لكثرة غيابه عن المنافسة. بايرن في حاجة لمدافعين جدد تعرض بعض اللاعبين للإصابات بشكل متكرر جعل غوارديولا يتساءل "لماذا فيليب لام ورافينيا وليفاندوفسكي دائما في صحة جيدة؟ وهم يتدربون مثل الآخرين؟" ويجيب "إنه لغز". وعندما وجه أحد الصحفيين سؤالا للمدير الفني لفريق بايرن ميونيخ في المؤتمر الصحفي الذي يسبق مباراة بايرن وانغولشتات حول وجود غيابات أخرى في الفريق خلال هذه المباراة، رد غوارديولا غاضبا "هذا يكفي أليس كذلك؟" في إشارة إلى العدد الكبير من اللاعبين الذين تأكد غيابهم عن الفريق من قبل. المنافسة على إحراز المسابقات الثلاث التي يشارك فيها بايرن ميونيخ هذا الموسم وفي مقدمتها مسابقة دوري أبطال أوروبا تفرض على الفريق توفره على تشكيلة واسعة من اللاعبين الجاهزين وعلى دكة بدلاء قوية يمكن الاعتماد عليها في إراحة أو تعويض بعض اللاعبين بسبب كثرة المباريات وتعدد المنافسات. وبالنظر للوضع الحالي لفريق بايرن ميونيخ خاصة على مستوى الدفاع، فهناك احتمال كبير في أن تتجه إدارة النادي البافاري في فترى سوق الانتقالات الشتوية المقبلة إلى التعاقد مع مدافع أو مدافعين جديدين. فعندما يصاب بنعطية وآلابا تبقى خيارات غوارديولا محدودة جدا في تعويض هذا الغياب. فوحدهما بواتينغ وبادشتوبر يمكنهما شغل مركز مدافع أوسط، يضاف إليهما خافيير مارتينز، لكن هذا الأخير هو في الأصل لاعب وسط دفاعي وليس مدافع أوسط. كما أن إصابة خوان بيرنات الذي يمكنه أن يعوض آلابا في مركز المدافع الأيسر، تجعل غوارديولا مضطرا إلى اللجوء إلى حلول لا يرغب فيها كثيرا وهي إشراك رافيينيا في الجهة اليسرى، علما أن اللاعب البرازيلي متعود على اللعب في الجهة اليمنى. أما على مستوى الهجوم ومع وجود اللاعبين دوغلاس كوستا وغيسلينغ كومانا الذين تعاقد معهما الفريق بداية الموسم، فيبدو أن غوارديولا مرتاح نسبيا في هذين المركزين، حيث أظهر اللاعبان قدرة كبيرة على تعويض الجناحين فرانك ريبيري وآريين روبن، كما أن تواجد مهاجمين قويين من حجم توماس مولر وروبرت ليفاندوفسكي يمنح ثقة أكثر في خط الهجوم لغوارديوالا. وسيكون أمام الطاقم الطبي للفريق البافاري وقتا كافيا لإعادة تأهيل أغلب اللاعبين المصابين في فترة العطلة الشتوية التي تمتد لحوالي شهر، حتى يكونوا جاهزين للمباريات الحاسمة سواء في البوندسيلغا أو في دوري أبطال أوروبا.