كشفت مصالح مكافحة الإرهاب الإسبانية عن تحول كبير يشوب مؤخرا طرق تواصل الجهاديين، بعدما أصبحوا يستعملون برنامج "تيليغرام" الخاص بالمحادثة الفورية عبر الهواتف الخلوية، بدل برنامجهم المعتاد "واتساب". ونشرت يومية "الكونفيدينسيال" الإسبانية تقريرا يكشف عن القلق المتزايد لدى المصالح الاستخباراتية العالمية إزاء انتشار هذا النوع من التطبيقات الخاصة بالهواتف النقالة التي يستغلها الجهاديون، سيما وأن إدارة برنامج "تيليغرام"، الموجود مقرها بالعاصمة الألمانية برلين، ترفض الكشف عن معطيات رواد البرنامج الخاصة بالمحادثات الفورية وتبادل أشرطة الفيديو والصور، رغم توصلها بأوامر قضائية في ذات الشأن، وهو ما زاد من خطورة التهديدات التي يشكلها تحول الجهاديين إلى استعماله واستغلال سرية المحادثات، في منأى عن المتابعة والرصد. وقال المصدر ذاته إن برنامج "تيليغرام" لصاحبه الروسي بافل دوروف يتيح لرواده استعمال جميع التطبيقات المعروفة لدى أجهزة الكمبيوتر المكتبية، ويسمح بالمسح الفوري للمحادثة من ذاكرة البرنامج، مما يسهل تواصل الجهاديين فيما بينهم. من جهتها، أفادت مصادر أخرى الموقع أن المصالح الاستخباراتية بصدد إرغام إدارة البرنامج على الكشف عن هويات ومحادثات المشتبه فيهم، وتقديمها معلومات لقوات الأمن، والتي من شأنها أن تساعد في مكافحة الإرهاب، علما، يقول المصدر، أن المتطرفين معروفون بتغييرهم لأرقام هاتفهم بعد رصد محادثاتهم، كما كشفت أن مرتادي برنامج تيليغرام ارتفع بشكل غير مسبوق منذ شهر شتنبر الماضي، بعدما تنبه الجهاديون إلى أنه بإمكانهم خلق قنوات لتوزيع الرسائل الفورية إلى عدد غير محدود من أتباعهم. وأفاد صاحب برنامج "تيليغرام" أنه بعد هجمات باريس الإرهابية ألغى 78 قناة مرتبطة بتنظيم ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام، كانت قنوات مفتوحة في وجع العموم، بينما لم يشمل الإلغاء القنوات الخاصة أو ما يعرف بغرف الدردشة السرية.