لم يكن التوصل إلى توافق بين فوزي لقجع وعبد الإله أكرم، في الساعات الأولى من صباح الاثنين الماضي، أمرا سهلا إذ كلف ساعات من المفاوضات، وبتدخل شخصي من علي الفاسي الفهري، الرئيس السابق، الذي كان منزويا، برفقة بعض المقربين منه، في قاعة خاصة بقصر المؤتمرات بالصخيرات، إثر حصوله على براءة الذمة بخصوص التقريرن الأدبي والمالي. وأوضحت مصادر متطابقة ل"اليوم24" أنه مباشرة بعد انسحاب علي الفاسي الفهري، ومقربين منه، من الجمع العام، الذي بدأ في الساعة الخامسة من مساء يوم الأحد الماضي، واستمر حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الموالي، بدأت الأمور تخرج عن السيطرة، بفعل تضارب كبير في التوجه بين لائحتي لقجع وأكرم. مصادرنا أوضحت أنه ما إن بدأت بعض المعلومات تصل إلى علي الفاسي الفهري بشأن انفلات الوضع في قاعة الجمع العام، سيما بعد تشبث لائحة أكرم بضرورة التوفر على ردود بخصوص الطعون التي تقدمت بها، ورفض المعنيين ذلك، حتى قرر الرئيس السابق التدخل، سائلا أحمد غيبي، رئيس لجنتي التحكيم والبرمجة سابقا:"واش فيك أسي أحمد ما تدير شي تدخل؟"، ورد عليه الآخر:"إذا كان ذلك بطلب شخصي منك، وبناء على العلاقة التي بيننا فسأفعل". المصادر نفسها قالت ل" اليوم24" إن غيبي بدأ تدخله لإنهاء حالة الجمود بطرح السؤال التالي على فوزي لقجع، بعيدا عن قاعة الجمع:"ماذا تقترح؟"، فما كان منه إلا أن رد عليه:"أقترح أن ينال أكرم منصب نائب للرئيس، وأيضا منصب رئيس للعصبة الاحترافية، حتى نخرج من الوضع الحالي"، مشيرة إلى أن غيبي رد بما يلي:"سي فوزي، الكرة المغربية ملك للجميع، وبما أن العصبة الاحترافية هي بيت القصيد، يستحسن أن تشرك الآخرين. ثم إن أكبر مشكلة توجد في الهواة، ويجدر بك أن تخلق ثلاث عصب، وتمنح تدبيرها للمنتمين إلى لائحة أكرم، على اعتبار أن لائحته تضم أغلبية من الهواة، مع ضم طاقات أخرى بطبيعة الحال". وما أن أعلن فوزي لقجع قبوله مقترح غيبي، حسبما ذكرت مصادرنا، حتى بدأت مرحلة أخرى، وهي ضرورة إقناع عبد الإله أكرم أيضا، ليقنع بعد ذلك كل طرف الأعضاء المنتمين إلى لائحته، وهو ما سيأخذ وقتا طويلا، بحيث طلب لقجع خمسة دقائق، فإذا به يتأخر حوالي 50 دقيقة، وصلت فيها أصداء غضب شديد من بعض مناصريه إلى آذان علي الفاسي الفهري، ومرافقيه، في الصاعة التي وجدوا بها، وصادف أنها كانت غير بعيدة عن تلك التي فضل أن يبلغ فيها لقجع من معه في لائحته، بمقترح غيبي لإنهاء ما سمي ب"حالة الجمود". ولأن لقجع لم يتسن له إقناع مناصريه بالمقترح المطروح على طاولة النقاش، في قاعة خاصة بقصر المؤتمرات بالصخيرات، فقد تعين على غيبي، "مبعوث الفهري"، كي يتقدم بمقترح جديد إلى طرفي التنافس على الرئاسة، وهو ما حدث، إذ قال للقجع، وهو يسأله ما إذا كان يتوفر على حل آخر:"نعم، فأنا أظن أن أكرم يمكنه أن يبقي لكم على العصبة الاحترافية، على أساس اختيار ثلاثة أسماء لرؤساء لجن تدبير شؤون الهواة من لائحته، بطريقة تشاورية"، وهو المقترح الذي نال الرضى في نهاية المطاف، بعد أن طُرح على كل من عبد المالك أبرون، رئيس المغرب التطواني، ومحمد بودريقة، رئيس الرجاء البيضاوي، بمعية فوزي لقجع، رئيس نهضة بركان.
ما وقع بعد ذلك أن الجمع العام، وهو يصادق على ما توصل إليه الطرفان من توافق، عين فوزي لقجع رئيسا جديدا للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، في حدود الساعة السابعة من صباح الاثنين الماضي، وعين معه عبد الإله أكرم نائبا له، فضلا عن اعتباره 3 أعضاء من لائحة رئيس الوداد مشرفين على ثلاث لجن سيوكل إليها أمر تدبير شؤون الهواة.