انتهز رئيس الحكومة عبد الاله ابن كيران، فرصة مشاركته في افتتاح المؤتمر الإفريقي الأول للنقل واللوجستيك، الذي تحتضنه الرباط حاليا، ليقوم بمقارنة إيجابيات النظام الملكي الذي يعرفه المغرب بسلبيات الأنظمة الجمهورية، من حيث القدرة على التحرر من إكراهات الأجندة الانتخابية والتخطيط على المدى البعيد. ابن كيران قال للمشاركين الأفارقة، إن أول ما يريد قوله هو التذكير بما سبق للملك محمد السادس أن عبّر عنه، من كون إفريقيا عليها أن تثق في إفريقيا، في إشارة منه إلى ما ورد في الخطاب الملكي أمام المنتدى الاقتصادي الإيفواري المغربي بأبيدجان، والذي ترأسه إلى جانب الرئيس الإيفواري شهر فبراير 2014. ابن كيران قال إن الفرصة التي يحظى بها المغرب تتمثل في كونه دولة ملكية، "وهذا النوع من الأنظمة يسمح بالتوفر على أشخاص لهم القدرة على التفكير على المدى البعيد دون أن تكون لهم تخوفات هاجس الانتخابات، هذا مؤسف بالنسبة إلى الجمهوريات، لكنه الواقع". وأضاف رئيس الحكومة أن ملوك المغرب غالبا ما كانت لهم تصورات بشأن العديد من المواضيع، "من بينها بلوغ إفريقيا وشعبها مرحلة النضج، أي أن تكون قادرة على اتخاذ القرار وتنفيذه، صحيح لا يضيرنا أن يكون لدينا شركاء وأصدقاء، على أن يكونوا مقتنعين بأننا أيضا كبرنا، وأننا قادرون على تسيير شؤون بلداننا، وقادرون على التفكير ووضع برامج للمستقبل". رئيس الحكومة خاطب المشاركين في المؤتمر المندرج ضمن سعي المغرب للتحوّلأ إلى منصة لوجستيكية أساسية للمبادلات التجارية الدولية مع بلدان القارة الإفريقية، مشيرا إلى القوى الدولية الكبرى التي ألفت الاستفراد باستغلال الثروات الافريقية، بالقول إن "أصدقاءنا وشركاءنا مرحب بهم لكن فقط لمساعدتنا، مرحبا بهم أيضا إذا أرادوا اقتسام ثمار أي من النجاحات والتنمية، لكن عليهم أن يعلموا أن زمن جني الثمار ونقلها إلى بلدانهم الأصلية، فيما تستمر شعوب إفرقيا تعيش المعاناة، انتهى ذلك". ابن كيران قال إن قطاع النقل واللوجستيك، دعامة للتنمية وضمانة لمستقبل أفضل لأجيال المستقبل. وأضاف ابن كيران أن المغرب لديه روح إفريقية، "ليس فقط بسبب مصالحه، بل في جذوره وثقافته، وتربطه مع بلدان القارة علاقة "روحية" وعلاقة حب في من الصعب على الاقتصاديين أن يستوعبوها، وقد سبق أن قلت للسيد جون كيري، بواشنطن، إنكم تتحدثون دائما عن علاقة رابح رابح، لكن هذا يتم بين التجار، فيما نحن في إفريقيا، بمثابة عائلة واحدة، والعائلة تربح دائما في الأخير، لذلك، فلنظل عائلة واحدة". من جهتها شددت رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب مريم بنصالح، على كون إفريقيا ستجرّ قاطرة نمو الاقتصاد العالمي في السنوات العشر المقبلة، موضحة أن مؤشرات ذلك تتمثل في ما تحققه افريقيا حاليا من أرقام قياسية في الاستثمارات الأجنبية. تطوّر قالت بنصالح إن نقطة ضعفه الأساسية هي ضعف البنيات التحتية والخمات اللوجستيكية في إفريقيا، ما يستدعي إنجاز استثمارات استثنائية حاليا. معطيات تفسّر حرص المغرب حاليا على تحويل أقاليمه الجنوبية، وخاصة مدينة الداخلة، إلى منصة للمبادلات التجارية الدولية مع إفريقيا، من خلال تمكينها من ميناء كبيرة وربط جوي وطرقي هام. من جانبه وزير النقل والتجهيز عبد العزيز الرباح، قال إن السوق الإفريقية باتت واعدة ومصدرا مهما للنمو الاقتصادي العالمي ووجهة مفضة للاستثمار المحلي والدولي، خاصة في مجالات النقل واللوجستيك. وأوضح الرباح أن 114 ميناء جديد يوجد حاليا في طور الإنجاز في القارة الافريقية، كدليل على حجم الاستثمارات الضخمة الجارية في القارة السمراء. ويشمل هذا التوجه الكبير للاستثمار في البنيات التحتية للنقل بإفريقيا، دخول عدة دول في مشاريع لإقامة طرق مشتركة، تربط بين خمس دول في بعض الحالات، وهو ما قال إنه سيرفع من حجم المبادلات التجارية البينية للدول الافريقية، وتخفيض كلفة الخدمات اللوجيستيكية التي تضاعف نظيرتها في القارات الاخرى حاليا. انخراط المغرب في هذا السياق الاقتصادي الافريقي الواعد، يتجسّد حسب الرباح في اعتزام المملكة الدخول في مخطط جديد للطرق السيارة قصد مضاعفة طول الشبكة البالغ 1800 كيلومتر حاليا. وأوضح الرباح أن المغرب يعمل على تطوير الشبكة الطرقية في اتجاه الأقاليم الجنوبية، بالاضافة إلى الريادة المغربية في إفريقيا من حيث طول الشبكة السككية، والتي تبلغ حاليا 2000 كيلومتر، ويسعى المغرب إلى بلوغ 3000 كيلومتر في العقود الثلاثة المقبلة.