في ظل النقاش حول حماية الجالية المغربية من التطرف بعد تزايد تورط بعض أبنائها في عمليات إرهابية، كشفت الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج أن نسبة كبيرة من هؤلاء غير راضية عن العرض الثقافي، المقدم لهم من طرف السلطات المغربية. وحسب معطيات حديثة لوزارة أنيس بيرو، فإن الجالية المغربية تشتكي قلة العروض الثقافية وعدم العلم بها، وفق ما أسفرت عنه نتائج استقصاء رأي الجالية حول عدد الأنشطة الثقافية المقدمة لها، حيث إن 59 في المائة من هذه الجالية غير راضية عن هذه العروض، و30في المائة منهم يرون أنها سيئة، و29 في المائة يعتبرونها "جد سيئة". ووفق المعطيات ذاتها، فإن 11 في المائة من مغاربة الخارج يرون أن ما يقدم له من عروض ثقافية "لا ترقى إلى المستوى الحسن، ولا الجيد"، في ما 25 في المائة يعتبرونها "مستحسنة"، و6 في المائة فقط يعتبرون مستواها "حسن جدا". إلى ذلك، أفادت وزارة بيرو أن تعليم اللغات والشأن الديني يستأثر ب78 في المائة من الموارد المادية المخصصة للشأن الثقافي، بحيث يلتهم تعليم اللغات 52 في المائة من هذه النسبة، فيما الشأن الديني يستأثر ب26 في المائة من هذه الموارد، لتبقى 22 في المائة فقط من الأموال لباقي الأنشطة الثقافية الأخرى، وهو ما جعل الوزارة تعترف بأن هذا العرض الثقافي "غير كاف، لا لإشعاع الثقافة المغربية بالخارج، ولا لتعزيز الروابط بمغاربة العالم"، الشيء الذي يستوجب "بلورة صورة واضحة للمغرب تجمع بين الحداثة وتحرص على القيم المغربية الأصيلة". إلى ذلك، أوضحت الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج أنها خصصت ما يناهز 50 مليون درهم في إطار ميزانيتها لعام 2016 للصندوق الخاص بدعم العمل الثقافي والاجتماعي لفائدة مغاربة الخارج وشؤون الهجرة.