كشف والدا منير الحدادي، اللاعب الدولي في فريق برشلونة الاسباني، أن نجلهما اضطر إلى حمل قميص المنتخب الاسباني بعدما لم يتوصل بأي اتصال من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. وأوضحت والدة اللاعب المغربي الأصل: «لم يحركوا ساكنا قبل التحاقه بمنتخب اسبانيا، لقد استيقظوا بعد اختياره اللعب لإسبانيا، إذ أنهم جاؤوا للحديث معنا بعد فوات الأوان». وأضافت والدة اللاعب المزداد في الأول من شتنبر من سنة 1995، في العاصمة مدريد، أن ابنها كان قد اختار اللعب للمنتخب الاسباني بعد أن طرقت جامعة الكرة أبوابه، موضحة: «بعد أن علم منير بدعوة المغرب المتأخرة، بكى كثيرا، وسألني ماذا سأفعل الآن، لقد دعوني إلى المنتخب الاسباني الأول؟». والدة اللاعب المغربي، أوضحت، في برنامج في قناة «بي إن سبورتس»، أنه لم يسبق لها أن التقت بأي مسؤول مغربي بشأن دعوة منير إلى المنتخب المغربي، وأن جامعة الكرة اكتفت بالاتصال بها، هاتفيا، وبعد منتصف الليل، من أجل الاستفسار عن اختيار منير، بعدما كان الأخير قد قرر حمل قميص منتخب إسبانيا، مبرزة: «في أحد الأيام اتصلوا بي من المغرب، في الساعة الواحدة أو الثانية بعد منتصف الليل، لقد خفت كثيرا. تحدثوا معي باللغة العربية التي لا أفهمها كثيرا، لأني من أصول أمازيغية، وسألوني إن كنت والدة منير، فأجبتهم بنعم، فبدأت أشعر بالخوف وقتها، وتساءلت ماذا سيحدث لعائلتي، لأن المكالمة كانت في ساعة متأخرة من الليل، وكانت فحواها أنهم يرغبون في الحديث مع منير، وأن الحديث معي سيأتي لاحقا، لكنهم لم يتصلوا بعد ذلك أبدا، ولم ألتق بأي أحد منهم قط». وأوضحت المتحدثة ذاتها أن اتصال المسؤولين الرياضيين المغاربة، كان بعد اختيار الحدادي حمل قميص المنتخب الاسباني، وليس قبله، مبرزة: «لقد أبدوا اهتمامهم بمنير بعد اختياره اللعب لأسبانيا، لكن الأوان كان قد فات، لأنه لا يعقل أن يتنازل عن هذا القميص لصالح قميص المغرب». والد الحدادي بدوره أكد قائلا: «قبل اختياره إسبانيا، قلت له، يا منير، عليك أن تفكر جيدا لتصل إلى المكان الذي تريده، يجب أن تتخذ القرار المناسب، فأنت مخير، والقرار الأخير يعود إليك، فإذا أردت أن تلعب للمغرب، فهذا أمر رائع، وإذا رغبت في الانضمام إلى إسبانيا، فهذا أمر رائع أيضا، ولكن عليك أن تفكر مليا، لأنك إذا اخترت أحد المنتخبين، فلا يمكنك التراجع بعد ذلك، وفعلا، اختار منير اللعب لإسبانيا، وبعد ذلك تلقيت اتصالا من المغرب، لكن في هذا الوقت، لم يكن بوسعي أن أقوم بأي شيء، لأنه كان قد فات الأوان». اللاعب منير الحدادي، بدوره قال إنه لم يتلق أي اهتمام حين كان يلعب لفريق برشلونة الثاني، موضحا: «لم يهتم بي أحد حين كنت مع فريق برشلونة الثاني، حتى انضممت إلى الفريق الأول.. صحيح أنا من اختار المنتخب الاسباني، وأرى أني اتخذت القرار الصحيح». ولد الحدادي في مدريد، من أب مغربي وأم تحمل الجنسية الإسبانية، من مدينة مليلية، سطع نجمه، في البداية، في فريق «ماخاداوندا»، ليلفت إليه أنظار مسؤولي أتلتيكو مدريد، الذي أصبح أكثر نضجا في صفوفه، قبل أن يلتقطه كشافو البارصا، إذ أنهم تابعوا تطور أدائه بشكل مستمر في مركز لاعب الوسط المهاجم أو الجناح الأيسر في «لاماسيا»، وألحق قبل بداية الموسم الماضي بالفريق الأول. يذكر أن فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربي لكرة القدم، كان قد قال، في تصريح صحفي، إن جامعة الكرة اتصلت بعائلة منير، من أجل إخبارهما بأن باب المنتخب الوطني الأول مفتوح للاعب وقتما شاء، مبرزا رفضه لتبريراتهما، حول أن جامعة الكرة اتصلت باللاعب بعد فوات الأوان.