قدّم عبد القادر عمارة، وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، معطيات مغرية لكبار المستثمرين الدوليين في مجال الطاقة خلال مؤتمر دولي انعقد بالعاصمة الفرنسية باريس هذا الأسبوع، حيث كشف عن اعتزام المغرب تنفيذ استثمارات بقيمة 37 مليار دولار، جلّها سينجز في العقد الممتد بين سنتي 2015 و2025. عمارة قال، خلال الاجتماع الوزاري للوكالة الدولية للطاقة المنعقد بباريس يومي 17 و18 نونبر الجاري، إن المغرب يطور مشاريع وأوراش في قطاع الطاقة، تمثل فرصا حقيقية للاستثمار بالنسبة إلى الفاعلين الخواص، المحليين والدوليين، يفوق حجمها 37 مليار دولار. عمارة، الذي قام إلى جانب باقي المشاركين في المؤتمر بالتوقيع في دفتر مخصص لعبارات التضامن مع فرنسا بعد الاعتداءات الإرهابية الأخيرة، قال إن هذه الاستثمارات التي ستنجز في المغرب تتوزع على 35 مليار دولار بالنسبة إلى قطاع الكهرباء والطاقات المتجددة، و2.3 مليار دولار بالنسبة إلى البنيات التحتية في قطاع الغاز، مضيفا أن المملكة تبنت خيارات استراتيجية من أجل تحقيق نموذجها الطاقي الذي يأخذ بعين الاعتبار إمكانياتها وخصوصياتها وإكراهاتها. وأضاف عمارة في كلمته التي نقلتها وكالة المغرب العربي للأنباء، أن المغرب شرع في إنجاز برامج ضخمة للطاقات المتجددة تتوخى ما بين سنتي2015 و2025 تحقيق قدرة إضافية من 6160 ميغاوات، منها نحو 3120 ميغاوات من الطاقة الشمسية، و2740 ميغاوات من الطاقة الريحية، و900 ميغاوات من الطاقة الكهرومائية. أبرز المشاريع التي قدّمها عمارة أمام المشاركين في المؤتمر، والتي تتطلّب استثمارات مالية كبيرة، تتمثل في مشاريع الطاقة الشمسية، حيث أعلن عمارة أن الشطر الأول من مشروع «نور» الذي ينجز بالقرب من ورزازات، سيكون جاهزا قبل متم العام الحالي، وسينتج الكهرباء بطاقة 160 ميغاوات، على أن تصل الطاقة الإجمالية للمشروع بعد انتهائه، قرابة 600 ميغاوات. وأعلن الوزير المغربي عن بدء التحضيرات المرتبطة بإطلاق طلبات العروض المتعلقة بالمحطتين المقبلتين للطاقة الشمسية اللتين سيتم إنشاؤهما بكل من ميدلت وطاطا تتقدم وفقا للبرنامج المسطر، وستصل قدرتهما الإجمالية إلى 1200 ميغاوات. وأوضح عمارة أن البرنامج المندمج للطاقة الريحية الذي يهدف إلى تحقيق أزيد من 800 ميغاوات، أصبح عمليا، موضحا أن 500 ميغاوات الأولى توجد في مرحلة التطوير، فيما طُرحت 850 ميغاوات للمناقصة، على أن يشهد العقد المقبل برمجة قدرة إضافية من 1000 ميغاوات. أما الكهرباء التي يتم إنتاجها عبر قوة ضخ المياه، فقال عمارة إن المغرب يعتزم إقامة محطات إنتاجية جديدة، والتي ستنتج حوالي 450 ميغاوات قبل العام 2020. وفيما قدّر حاجات المغرب من الغاز المسال ب5 مليارات متر مكعب في أفق 2025، قال عمارة إن ذلك يتطلب استثمارات بأكثر من 4.5 مليار دولار، وذلك في إطار سياسة تنويع مصادر الطاقة التي دشّنها المغرب.