تحولت جلسة مناقشة ميزانية مجلس النواب لسنة 2016، مساء اول امس، إلى جدل حول سفريات البرلمانيين صوب الخارج في إطار الدبلوماسية البرلمانية، ونتائجها، واتهام بعض البرلمانيين باستغلال هذه السفريات لأجل السياحة على حساب أموال الشعب، وعدم احترام الكفاءة والتخصص في اختيار الوفود. وفي هذا السياق، دعا عبد العزيز أفتاتي، برلماني العدالة والتنمية، رئيس مجلس النواب رشيد الطالبي العلمي، إلى الانتباه «حتى لا تتحول السفريات في إطار الدبلوماسية إلى مسخرة سياحية»، داعيا إلى «تحمل المسؤولية في تعيين من يقوم بمهام دبلوماسية في الخارج بدون محاصصة داخل الفرق ومراعاة للتنوع والتعدد مع التزام اقتراحات تخدم الدبلوماسية، منبها «إلى تفادي أن يصبح البرلمانيون عرضة للسخرية». التساؤل نفسه طرحه البرلماني الاتحادي عبد العزيز العبودي، والذي قال مخاطبا رئيس مجلس النواب، إن برلمانيين يذهبون إلى الخارج في مهام دبلوماسية «لا يعرفون كيف يركبون جملة مفيدة». من جهته، رد رشيد الطالبي العلمي، رئيس المجلس محاولا التقليل من قيمة هذه الصورة، عن العمل الدبلوماسي البرلماني، وقال بالدّارجة: «فعلا هناك من كيبسال وكيزيد فيه وسننبهم»، وأضاف أنه شخصيا كانت له مثل هذه الصورة قبل أن يصبح رئيسا لمجلس النواب، «كنت أعتقد أن هذه حالة عامة، لكن تبين لي أن هناك حالات نادرة تتعلق بثلاثة نواب فقط، وقد استدعيتهم وتحدثت معهم لكي يتجنبوا مثل هذه الممارسات»، لكن العلمي لم يكشف عن أسمائهم. وحسب العلمي، فإن البرلمانيين المغاربة لهم دور في مواجهة تحركات البوليساريو في البرلمان الأوروبي وقال: «إن أعضاء البوليساريو فشلوا في عقد لقاءات في البرلمان الأوروبي بسبب تحرك المغاربة، لكنهم يقومون بالمقابل بعقد لقاءات في الفنادق»، مضيفا «أحيانا ترون برلمانية تجلس في فندق بأوروبا دون أن يكون لها نشاط، لكنها في الواقع تراقب لقاءات البوليساريو في هذا الفندق، ولهذا يسود الاعتقاد أنها هناك فقط، للسياحة». وأشاد العلمي بالتحركات الدبلوماسية للبرلمان في أمريكا اللاتينية على الخصوص، وقال: «هناك برلمانات في هذه الدول أصبحت تساند الحكم الذاتي»، وفي هذا الصدد شكر، على الخصوص، كلا من البرلمانية الاستقلالية كنزة الغالي، والبرلمانية السابقة والوزيرة الحالية جميلة مصلي. هذا، وتُكلف ميزانية تنقل البرلمانيين إلى الخارج، حسب ميزانية 2016، ما مجموعه 700 مليون سنتيم سنويا، تتكون من 336 مليون سنتيم كلفة نقل النواب نحو الخارج، و362 مليون سنتيم كلفة تعويضات المهمة بالخارج، فيما تصل كلفة تنقل موظفي مجلس النواب إلى الخارج نحو 84 مليون سنتيم، وتصل تعويضات عن مهمة إلى 68 مليون سنتيم.