مباشرة بعد طرح المجلس الوطني لحقوق، في تقريره الأخير عن المساواة، لتوصية تدعو للمساواة في الارث بين الجنسين، اشتعلت المواجهات بين التيارين المؤيد والمناهض لهذه التوصية المثيرة للجدل. وفي هذا السياق، قالت فوزية العسولي، رئيسة الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة، في حديث مع "اليوم24″ إن النساء جادلن الرسول عليه الصلاة والسلام في مختلف القضايا، متساءلة "كيف يعقل أن لا نجادل العلماء في موضوع الإرث، وسبق للمرأة أن جادلت الرسول عليه السلام؟"، مضيفة "محمد رسول الله كان يقبل مجادلة النساء ويستمع لهن، وخير مثال على ذلك سورة المجادلة التي تنقل قصة خولة بنت ثعلبة التي جادلت النبي، فكيف يعقل نحن كجمعيات أن لا نجادل العلماء؟". وأردفت رئيسة الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة "على العلماء الإنصات إلينا، وتقبل وإعادة النظر في قضية المساواة في الإرث"، مشددة أن الاجتهاد والعدل هما الأصل "المقصد من رسالتنا هو العدل، وإذا اختل المقصد ضعفت الرسالة" تقول العسولي، "نريد إسلاما قويا صالحا لكل زمان ومكان، وليس الاختباء خلف عقلية ذكورية لحجب الاجتهاد وإيقافه حين يتعلق الأمر بالمرأة". من جهتها، أكدت خديجة الصبار، عضو بالفيديرالية الديمقراطية لحقوق الإنسان، خلال مداخلتها في لقاء لمناقشة تقرير المجلس الوطني لحقوق الإنسان، اليوم الخميس في الدارالبيضاء، ان عدم المساواة بين المرأة والرجل في الإرث لا يمكن المرأة من حقها في تكوين الثروة، داعية العلماء إلى فتح نقاش هادئ وفق التحولات التي يعيشها المغرب. وتساءلت الصبار عن الأسباب الحقيقية وراء الاجتهاد في مواضيع كالربا وغيرها وحصر موضوع المساواة في الإرث في نصه الديني.